[التحذير من الإسلام في شرق العالم وغربه ووسطه]
قضية التحذير من الإسلام ليست فقط في دائرة الغرب، وإنما التحذير من الخطر الإسلامي قوي جداً حتى في شرق العالم، وبالذات في الاتحاد السوفيتي الذي انتهى أمره إلى ماهو معلوم، وليست القضية جديدة مع الأحداث الأخيرة، وإن كانت ظهرت بشكل أوضح.
ففي مجلة جوش كروكنل - وهي من الصحف اليهودية الواسعة الانتشار- في مقال لها ذكرت الخطر، وأنه يعم كل العالم حتى المعسكر الشرقي الروسي في ذلك الوقت، إنه لا العالم الغربي ولا الاتحاد السوفيتي يستطيعان أن يرقبا بهدوء هذه اليقظة الإسلامية التي لو أسيئ استعمالها من قبل الجماعات المتعصبة لنتج عن ذلك ليس هلاك إسرائيل وإنما زعزعة استقرار جزء كبير من العالم، ولن تسلم من ذلك لا الحضارة الغربية ولا الحضارة الشيوعية.
ويقول السفير اليهودي في الأمم المتحدة: إننا نشهد اليوم ظاهرةً غريبة ومثيرة للاهتمام، وتحمل في ثناياها الشر للمجتمع الغربي بأسره، وهذه الظاهرة هي عودة الحركات الإسلامية التي تعتبر نفسها عدوةً طبيعية لكل ما هو غربي، وتعتبر التعصب ضد اليهود بشكل خاص وضد الأفكار الأخرى بشكل عام فريضة مقدسة.
وجاء في مجلة (نيوز ويك) نقلاً عن راديو إسرائيل: إن منطقة آسيا الوسطى أصبحت منطقة قد يحولها الملتزمون المسلمون إلى برميل بارود قابل للانفجار، وإن نزاعات القوة التي تجري في أفغانستان في الوقت الراهن تساعد في صب الزيت على الانبعاث الإسلامي في صفوف مسلمي الجمهوريات الإسلامية السوفيتية البالغ عددهم خمسين مليون نسمة.
وقد أشارت المجلة إلى الزيادة التي طرأت مؤخراً إلى عدد المنتمين إلى حزب النهضة الإسلامية في هذه الجمهوريات، وقالت: يبدو أن المجاهدين الأفغان قد اقتربوا من أي وقت مضى إلى النجاح في إنشاء دولة إسلامية متطرفة في أفغانستان، ويمثل ما تصبو إليه الزعامة الإسلامية المتطرفة التي يقودها المجاهدون لسيطرة الحركات الإسلامية على الوضع بصورة ظاهرة.
وطبعاً هذه الصورة تظهر مؤخراً بعد الأحداث الأخيرة في الجمهوريات الإسلامية، فإنها -بحسب الدراسات التي ظهرت والإحصائيات- تمثل جانباً كبيراً من قوة الاتحاد السوفيتي من حيث القوة العسكرية والنووية كذلك، وكذلك من حيث الطاقات الخام الموجودة في أراضيها.
ومن هنا أيضاً سمعنا صيحات الحذر والخوف من الخطر النووي ومحاولة احتوائه، ويحاولون ألا يكون هناك أي قوة مهما كانت بصورة مباشرة أو غير مباشرة ذات صلة بالمسلمين في الاتحاد السوفيتي.
وأيضاً نلمح أن القضية عند القوم واسعة المدى من حيث التخوف من الإسلام في عقر ديار الغرب والكفر.
ومن هنا نجد أن الظاهرة الإسلامية المنتشرة، والتي تخطو خطوات مباركة، واشتد أزرها في أمريكا وأوروبا نجد أنها ليست بعيدة عن تخوف الأعداء، ولا عن رصدهم، ولا كذلك -وهو أمر ينبغي ألا يستبعد- عن إيجاد ما يعرقل هذه المسيرة سواءً بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
ومن هنا تقول إحدى الصحف السويدية تبين هذه الظاهرة وتخوف منها: إن الإسلام بدأ ينتشر في الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة مذهلة.
وتقول الصحيفة: إن الأمريكيين وبالأخص السود منهم يدخلون في الإسلام أفواجاً، كما يلتحق بهم المهاجرون من بلدان آسيا والشرق الأقصى.
وذكرت إحصائيات رسمية قدمها مركز إعلام الاتحاد المسيحي في بريطانيا: إن معدل بناء المساجد في أمريكا هو مسجد واحد في كل أسبوع! وهذه دراسة مبنية على مركز إعلامي للاتحاد المسيحي في بريطانيا، والمساجد في أمريكا ربما أحياناً تكون عبارة عن غرف، أو عبارة عن صالات، لكن هذا المعدل الإحصائي لا شك أنه يعطي خطراً غير محدود المدى بالنسبة لأعداء الإسلام، ففي الأسبوع يُبنى مسجد واحد، وفي السنة خمسون، وبالتالي يمكن -كما سيأتي في بعض التصريحات- أن يجد الأوروبيون والأمريكيون أنفسهم محاطين بالظاهرة الإسلامية التي يخططون لحربها في ديارها، وإذا بها قد التفت حولهم -بإذن الله سبحانه وتعالى- بصورة أو بأخرى.
وهذه صحفية إيطالية كتبت من القدس المحتلة عن أنباء ندوة عقدت في معهد (فانير) الصهيوني تحت عنوان: الاتحاد السوفيتي وغرباتشوف وإسرائيل واليهود: نسبت فيه إلى مدير وزارة الخارجية السابق القول: إن الإسلام عدو مشترك لإسرائيل والاتحاد السوفيتي.
وقال أيضاً: لأول مرة في تاريخ الاتحاد السوفيتي وإسرائيل يجدان عدواً مشتركاً.
وأيضاً أصدر وزير الداخلية الفرنسي السابق أوامره إلى كبار موظفي الوزارة بإعداد تقرير عن فرنسا ذات الألف مئذنة والألف مسجد؛ على أن يحوي كافة التفاصيل عن تأثير الأصوليين الإسلاميين، فالظاهرة بدأت تأخذ حجمها من الخوف في داخل ديار القوم.
وأحد الكتاب اسمه: دييل كيبل له كتاب اسمه: (فرنسا ضاحية الإسلام)، وعنوان الكتاب ينبئ عن التخوف الكبير، والربط التحليلي الذي يعتمد على الإحصائيات والتنبؤات المستقبلية، فيقول: فرنسا ضاحية الإسلام، أي: كأنها أصبحت إحدى عواصم الإسلام ليس في العصر الحديث، وإنما حتى في العصر الإسلامي الزاهر.
ويقول: إن هذه الانفجارة الكبرى في تأكيد الهوية الإسلامية خلال ما يقل عن العقدين الأخيرين تمثل مشكلة تواجه المجتمع الفرنسي لم يسبق له مواجهة مثيل لها من قبل.
وأعتقد أن في بعض الأخبار التي تتداول سواءً في بعض الحوادث البسيطة من حوادث الحجاب أو غيرها ما يبين كثيراً من هذه الظواهر؛ ولذلك تقول روبن رايت مرة أخرى في حديث لها حول الأصولية الإسلامية: إن على أمريكا والغرب إدراك أن الأصولية الإسلامية لا يمكن أن تحتوى أو يكون لها هزيمة عسكرية أو مقاطعة اقتصادية؛ لأنها ليست ذات حدود، ولكنها موجات تتحرك على مساحات شاسعة؛ إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتبناها الغرب هي التعايش والوفاق مع هذه الأصولية -وهذا طبعاً من وجهة نظرها- ويجب أن نعترف أن الإسلام قوة أيدلوجية، وقوة ترشحه للبقاء فتياً معافاً قادراً على العطاء، وإثبات الحضور حتى قرننا المقبل.