إن للمرأة حريتها في الحياة الزوجية، فلها حريتها في الاختيار، لا الحرية التي تدعى أو تنادى إليها المرأة اليوم ليقال: إن الإسلام يمنع المرأة من الاختيار، أو أن لأبيها أن يغصبها أو يبيعها لمن شاء؛ ليكتسب من ورائها ولا يكون لها رأي ولا اختيار؛ لكن إن وجد مثل هذا في بعض بيئات المسلمين فإنه ليس من الإسلام في شيء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال:(لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن).
لها مطلق الحرية في القبول أو الرفض وليس لأحد أن يكرهها، وانظر إلى التطبيق العملي في هذا الشأن وهو أمر مهم أن يظهر في بيئات المسلمين؛ لأن بعضاً منهم يمارسه بطريقة خاطئة مخالفة لشرع الله عز وجل: روى البخاري عن القاسم أنه قال: (إن امرأة من ولد جعفر تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار عبد الرحمن ومجمع ابني جارية رضي الله عنهما تخبرهما عن هذا التخوف، فقالا لها: لا تخشي فإن خنساء بنت حزام أنكحها أبوها وهي كارهة فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك).
امرأة زوجها أبوها وهي كارهة فجاءت إلى رسول الله تشكو، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك النكاح الذي بني على غير رضا المرأة.