ومن الأمور المعينة على ترك الذنوب والمعاصي: أنه لابد من تغيير بيئة المعصية حتى لا تؤدي البيئة مرة أخرى إلى تجددها، وشاهد ذلك الحديث الذي فيه ذكر الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً ثم أكمل تمام المائة، فلما جاء إلى العالم العابد نصحه بأن يخرج من هذه، فقال:(ولكن اخرج من أرضك فإنها أرض معصية، والحق بقرية كذا وكذا فإن فيها أناساً يعبدون الله)، فأحياناً لابد أن يترك الإنسان الأماكن الوبيئة والمجتمعات الرديئة والصحبة الفاسدة الفاسقة؛ لأنها مثل الميكروبات، فالميكروب موجود في الهواء، فإذا جئت إلى منطقة ملوثة ولو كنت لا ترغب في هذا الميكروب، ولو كنت لا تحبه ولا تريده، لكنه يسري في جسدك ويبتليك بالمرض، وهذا شاهده واضح وظاهر لا يخفى أثره.