نحن نحتاج إلى أمرين: الأمر الأول: أن نكون على نهج ومنهج وبينة وبصيرة، لا أن يكون عملنا رد فعل، ولا تحركاً طائشاً، بل على آيات تتلى وأحاديث تروى وسيرة تعرف ومناهج محددة واضحة بينة.
الأمر الثاني: الاستمرار، فلسنا نريد عاطفة مؤقتة، أو دمعة عابرة، أو دعوة واحدة مفردة، ثم نعود مرة أخرى، ذلكم ما كنت ولا زلت وسأظل أذكر نفسي به وإياكم، نسأل الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم طهر قلوبنا، وزك نفوسنا، وأرشد عقولنا، وحسن أقوالنا، وأخلص أعمالنا، وأصلح أحوالنا، وضاعف أجورنا، وارفع منازلنا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم وفقنا للصالحات، واصرف عنا الشرور والسيئات، واغفر اللهم لنا ما مضى وما هو آتٍ، برحمتك يا رب الأرض والسماوات! اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.
اللهم املأ قلوبنا بحبك، وأنطق ألسنتنا بذكرك، واستخدم جوارحنا في طاعتك، وسخرنا لنصرة دينك ونصر الإسلام والمسلمين يا رب العالمين! اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، اللهم اقذف الرعب في قلوبهم، واجعل الخلف في صفوفهم، ورد كيدهم في نحرهم، وأشغلهم بأنفسهم، واجعل بأسهم بينهم، واجعل الدائرة عليهم.
اللهم لا ترفع لهم راية، ولا تبلغهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم آية، اللهم أذل أعناقهم، وسود وجوههم، واستأصل شأفتهم، ودمر قوتهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك وعظيم سطوتك يا عزيز! يا منتقم! يا جبار! يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء! اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا قوي! يا عزيز! يا متين! اللهم اشف فيهم صدور قوم مؤمنين عاجلاً غير آجل يا رب العالمين! اللهم أقر أعيننا بنصر الإسلام والمسلمين، وهزيمة الشرك والمشركين والكافرين المعتدين والطغاة الظالمين يا رب العالمين! اللهم رحمتك ولطفك بإخواننا المضطهدين والمعذبين والمشردين والمبعدين والأسرى والجرحى والمرضى والمحاصرين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم فرج همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وقرب نصرهم، وادحر عدوهم، اللهم أفض إلى قلوبهم الصبر واليقين، وثبتهم في مواجهة المعتدين، اللهم أمدهم بحولك وقوتك ونصرك وعزتك يا رب العالمين! اللهم كثر العدو القاهر، وقلَّ المعين الناصر، وليس لها من دونك كاشفة، اللهم اكشف البلاء عن الأمة، وارفع الضراء والغمة يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تجعل فيما قضيته على إخواننا في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان خيراً لهم في دينهم ودنياهم وعاجل أمرهم وآجله يا رب العالمين! اللهم اجعل ما قضيت عليهم زيادة لهم في الإيمان واليقين، ولا تجعله فتنة لهم في الدين برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء! اللهم انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين! عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب:٥٦]، وترضوا على الصحابة الكرام، وخصوا منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.