ألا تعتقد أن الحرب على إخواننا الأكراد وتفتيتهم شيعاً بواسطة البعثيين والغربيين وغيرهم إنما هو انتقام من صلاح الدين؟
الجواب
انتقام من صلاح الدين ومن المسلمين، وكل معلم إسلامي؛ لأن صلاح الدين كردي مسلم، وكرديته ما اشتهرت، ولكن إسلامه هو الذي اشتهر، وما كان يفتخر بكرديته، ولا نشر كرديته، ولكنه افتخر بالإسلام، والتزمه، ورفع رايته، فكتب الله على يديه النصر.
عندما دخل الجنرال غورو الفرنسي إلى دمشق في عهد الحروب الصليبية ذهب إلى قبر صلاح الدين وقال: يا صلاح الدين! ها قد عدنا، وهكذا الحروب الصليبية في البوسنة والهرسك، وفي الأندلس وفلسطين، وما أشبه الليلة بالبارحة، فإن التاريخ يعيد نفسه، وقد عقدت مرة مقارنة بين أوضاع وأحوال المسلمين في البوسنة والهرسك، وبين ما كانت عليه أحوال المسلمين في الأندلس مقارنة متتابعة كاملة، واستشهدت فيها بأشعار الأندلسيين على أحداث اليوم، فكانت مطابقة بالكامل، واستشهدت ببعض قصائد وأشعار وأقوال المعاصرين اليوم، ووصفت بها أحداث الأندلس فلم تخطئها مطلقاً، وهذا موضوع محاضرة كاملة بعنوان (ما أشبه الليلة بالبارحة).
وقارنت أيضاً مرة بين أحداث فلسطين وبين أحداث البوسنة والهرسك، ومرة بين أحداث كشمير وبين أحداث أفغانستان؛ لأن التاريخ يعتمد على قضايا هي التي تسمى السنن الاجتماعية التي لا تتبدل ولا تتغير، وطبيعة الصراع بين الحق والباطل والعقائد والأديان واضحة، وهذه كلها موضوعات مستقلة كل منها ألقي في محاضرة كاملة، ودرس مستقل، فيه هذه المقارنات بالشواهد التاريخية، والأقوال التي يذكرها مثل هذا السائل جزاه الله خيراً، مثل أن القوميين العرب وغيرهم من بعثيين قاتلوا في خندق واحد مع الصليبيين، فمن ترك دين الله فلا تسأل عنه بعد ذلك، فإنه يمكن أن يقع منه أي شيء.