للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية صلة المرأة المسلمة بربها عز وجل]

وهناك صلة للمرأة المسلمة بالله، وصلة المرأة المسلمة أن تستجيب لأمر الله في كل هذه الأنواع من الطاعات، فما بالها تتبرج وتخرج إلى الأسواق، وتعافس الرجال فيها، وتخاطبهم، وتلين في قولها معهم؟! بل ما بالنا نسمع في هذه الأوقات وفي هذه الأيام الدعاوى المحمومة التي تدعونا إلى أن نعيد الطريق من أوله، ذلك الطريق المظلم الذي سار فيه كثير من المسلمين والعرب في ديار وبلاد مختلفة، طريق حرية المرأة المزعومة على المفهوم الغربي غير الإسلامي، الدعوة للتحرر وحرية الذات، والدعوة للندية والمساواة، والدعوة للاختلاط والمشاركة؟! ولعلي أختم هنا بكليمات لنا ولأخواتنا المسلمات، أنقلها في آخر الأمر على لسان غربيات مسلمات خرجن من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الرذيلة إلى الفضيلة، ومن الإباحية إلى العفة، وهن بأقوالهن هذه يخاطبن أخواتنا المسلمات اللائي يقلن اليوم أقوالاً ويقمن بأفعال؛ أحسب أن أول من سيعض أصابع الندم عليها هن أنفسهن وليس غيرهن، وذلك مما ينبغي التدبر والتأمل فيه: تقول دنماركية أسلمت: لم أسعد في حياتي بقدر ما سعدت في الإسلام بقوامة الرجل، أنا سعيدة جداً بهذه القوامة، فخورة بها، أنا امرأة يهتم بي رجل أعيش معه في سكينة وهدوء، ولا أصدق نفسي أنني لم أعد مسئولة عن لقمة العيش، ولا عن الشراء ومعاكسة الباعة، ولا طوارق الليل والنهار، معي رجل يحميني، وبه أتحدى العالم بقوته، ونتحداه بإسلامنا! واليوم يقال للمرأة المسلمة: إن هذه القوامة تسلط وسجن وإكراه، بدلاً من أن يقال: إنها حماية وإعزاز وإكرام وتقدير وغير ذلك، وهكذا نجد الأقاويل والكلمات تتردد في هذا.

وهذه مضيفة هندية أسلمت في بلد عربي تقول عن الإسلام: إنه الوحيد الذي يرد للمرأة إنسانيتها، ويعترف لها بكرامتها التامة، ويحترمها ويمنحها كافة الحقوق، جذبني قول رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، لقد علمت أن الإسلام يحض على الإحسان للمرأة، فقد كانت آخر وصية للرسول صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت: (استوصوا بالنساء خيراً)، أسلمت لأسترد كرامتي، وأستعيد إنسانيتي! وهكذا نجد الأقوال كثيرة من أولئك النسوة اللاتي قد سرن في تلك الحضارة ما سرن، وأدركن العلقم الذي شربنه، وأدركن الداء العضال الذي خرب دواخلهن وبواطنهن وأفسد عليهن عيشهن، ففئن إلى ظلال الإسلام ورحاب الحجاب والعفة والصيانة ونعيم الأسرة.

أسأل الله عز وجل أن يردنا جميعاً إلى دينه رداً جميلاً، وأن يبصرنا بعيوب أنفسنا.

اللهم إنا نسألك أن تعظم الإيمان في قلوبنا، وأن ترسخ اليقين في نفوسنا.

اللهم زد إيماننا، وعظم يقيننا، وطهر قلوبنا، وزك نفوسنا، وأخلص نياتنا، وحسن أقوالنا، وهذب أخلاقنا، وأصلح أعمالنا، وضاعف أجورنا، وارفع مراتبنا، وامح سيئاتنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك العفو والعافية المعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

اللهم تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا اللهم فيما يرضيك آمالنا.

اللهم إنا نسألك أن تمكن في الأمة لأهل الخير والرشاد، وأن تقمع أهل الزيغ والفساد، وأن ترفع في الأمة علم الجهاد، وأن تنشر رحمتك على العباد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمتي الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم احفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه.

اللهم احفظ لها أمنها وإيمانها، وسلمها وإسلامها، وسعة رزقها، ورغد عيشها يا رب العالمين.

اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء.

اللهم أحسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، ووفقنا لما تحب وترضى يا حي يا قيوم.

عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦]، وترضوا على الصحابة الكرام، أخص منهم بالذكر ذوي القدر العلي والمقام الجلي: أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.