إن هذه الشعيرة على وجه الخصوص، وهذه الأيام التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لمن نوى فيها الأضحية:(فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئاً) عندما قال لنا هذه الفضائل صرنا نحرص على فعل الخيرات، لم؟ لأننا نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ونقتدي به، وفي الحج قال:(خذوا عني مناسككم)، ووصف الصحابة حجته في كل حركة وسكنة كأنما نحج اليوم بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخفى علينا من أمره شيء، أين وقف، وكيف مشى، وكيف طاف، وماذا قال، وما الذي خطب به، كل أمره جلي واضح كالشمس في رابعة النهار، فهل كان ذلك فقط في هذه الفريضة، أم أنه في كل أحواله عليه الصلاة والسلام، في معاملته مع زوجه وأبنائه أو أحفاده، ومع أصحابه وأصدقائه، ومع خصومه وأعدائه، وفي كل أحواله؟ فأين نحن من معلم الاقتداء والاهتداء ونحن نراه في هذه الأيام دقيقاً وظاهراً وجلياً عند الحجاج وعند غيرهم من الذين لا يحجون؟ فإنهم يترسمون الهدي النبوي، ويأتون به على ما أشار وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك الأضحية التي يأتي حديثنا عنها إن شاء الله.
إذاً فلم لا نجعل هذا مساراً مهماً وطريقاً واضحاً نسير في إثره كما سار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}[الفتح:٢٩]، وعندما وصف الله عز وجل الصحب الكرام وأتباعهم وصفهم بهذا الاتباع الذي كانوا فيه على سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهكذا ينبغي لنا أن نأخذ من هذه الفضيلة العظيمة في هذه الأيام الجليلة وهذه الفريضة العظيمة هذا المعلم المهم في حياتنا، ثم نعود إلى ذوات أنفسنا.