إن طريقة مواجهة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للانتفاضة لم تخفق فقط، بل إنها أدت إلى انتقال العمليات الاستشهادية إلى فصائل لم تتبنها من قبل، وحصلت إسرائيل على عكس النتائج التي راهنت على تحقيقها.
تلك أقوالهم في صحفهم ومن قبل خبرائهم.
والروح المعنوية مختلفة تماماً، فخمسون في المائة زيادة في استهلاك المهدئات والأدوية النفسية، وفي كل حادثة من تلك الحوادث والعمليات الجهادية يصاب أربعة أضعاف المصابين بما يعرف بالصدمة والخوف والهلع، ويراجعون المستشفيات، ويحملون في الإسعافات كما يحمل الذين أصيبوا بالجراحات.
إن معدل الخوف في اليهود رصد من خلال دراسات علميه في أشهر ثلاثة متتالية قبل هذا العام وكانت النسب هكذا (٥٧ %) ثم (٦٨ %) ثم (٧٨ %).
والمال معبود اليهود، كما قال الله جل وعلا:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}[البقرة:٩٦].
فهذا المال وهذا الاقتصاد الذي يضعف ويشتد ضعفه يؤذن بأمور كثيرة لصالح إخواننا في أرض فلسطين، وكأننا نرى في ذلك ما قاله الله سبحانه وتعالى:{وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}[طه:٩٧]، فإله اليهود كان عجلاً من ذهب، ويوشك هذا أن يتفجر فلا يبقى حينئذ أمر يبقيهم في ديارهم أو أرضهم، كما سنذكر، وكما هو واقعهم في هذه الوقائع.
ونرى من جهة أخرى كيف هي النظرة التي تتغير عالمياً وكيف أصبح الرأي العام العالمي، وكيف تنظر الشعوب اليوم وتتكشف لها الحقائق، ويتكلم من كان صامتاً بأمور تكشف هذه الحقائق عن اليهود وظلمهم وبغيهم رغم ما يعارض به كل معترض ومنتقد في كل بقعة من الأرض.
وهذه حادثة وقعت قبل مدة من إطلاق الصواريخ على اليهود، حيث تقول إحدى الساكنات في مستوطنة مغتصبة من هذه المغتصبات: نحن ندرس بجدية فكرة هجر هذه البلدة، وكنا في السابق نقول: هذا بيتنا ولن نتركه، أما الآن فنحن نفكر بالأولاد والتعليم والعمل، لقد تغير كل مجرى حياتنا؛ نحن نعيش في رعب دائم، فلا ندري متى سيسقط الصاروخ الثاني، وأين؟