علينا أن نعظم المسئولية تجاه أنفسنا؛ لأنني أعلم أن كثيرين سيقولون: وماذا عسى أن نفعل؟ وربما يقول البعض: لسنا علماء أو لسنا دعاة، فأقول: ألا تعرف شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ ألا تعرف أن تتكلم عن الإسلام الذي تمارسه؟ ألا تعرف أن قراءة الفاتحة ونحوها لا يعفيك من هذا الباب؟ وأذكر هنا بعضاً من الأرقام حتى نقارن ونرى أن بإمكاننا فعل شيء: كفالة داعية مسلم يذهب إلى بعض تلك المناطق، وقطعاً بعون الله وتوفيقه يكون له من الأثر في إسلام الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور ما لا يمكن تصوره في كثير من الأحوال، كم يحتاج هذا الداعية في البلاد النائية والظروف الصعبة: سبعمائة وخمسون ريالاً في الشهر.
تكاليف مدرسة كالتي ذكرت لكم خبرها بما فيها من إطعام الطلاب؛ لأنهم لا يجدون طعاماً، ولا يملكون مالاً، وتوفير أوراق ودفاتر وأقلام ومراسم ونحو ذلك في العام الكامل لمائتين وخمسين طالباً: ثلاثة وعشرون ألفاً وشيئاً، أليس هذا المبلغ يدفع في هذه الأيام وضعفه في ليلة واحدة في عرس من الأعراس، ويتلف من الطعام ما قد يكون به هداية أقوام وفئام من الناس وتعليم أجيال من هؤلاء الأطفال المحرومين من هداية القرآن ونور الإسلام؟! لقد دخل النصارى إلى هذه الفئات بالتعليم، وأخذوا أبناءهم وعلموهم وهم جهال، وجعلوهم يدرسون إلى المراحل الثانوية بل الجامعية بل والعالية في البلاد وفي خارجها.
تكلفة كفالة تعليم طالب في المرحلة الثانوية لعام كامل: ثمانمائة وخمسة وستون ريالاً، أظنكم تعلمون أن أية مدرسة ابتدائية خاصة في أدنى مستوىً في بلادنا لا يستطيع الطالب أن يدرس فيها إلا بألفين أو ثلاثة آلاف على أقل تقدير، وهذه رسوم مع الإعاشة والكفالة الشاملة.
لا أقول هذا لنذكر الأرقام ولكن لندرك أن مثل هذا المال نحن قادرون على بذله من جيوبنا أو ممن حولنا، وأننا نستطيع أن نقدم شيئاً منه، ويكون له من الأثر العظيم ما لعله على أقل تقدير يخفف عنا المسئولية والأمانة التي هي منوطة بأعناقنا وواقعة على كواهلنا.
نسأل الله عز وجل أن يبرم لهذا الدين أنصاراً يرفعون رايته، ودعاة يحملون أنواره، وأن يسخرنا لنصرة دينه وإعلاء رايته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.