للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واقع المسلمين في الانسياب وراء اليهود والنصارى]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين! أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من أعظم التقوى الحرص على كل ما أمر الله جل وعلا به لا سيما الولاء والبراء الذي هو من صلب هذا الدين، ومن أصل عقيدة المسلمين.

أيها الأحبة الكرام! ما أسلفت ذكره أمثلة يسيرة، وإلا ففي كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم نصوص كثيرة، وأدلة عديدة تبين لنا أن أمة الإسلام أمة متميزة تخالف غيرها، وقد هدى وأرشد النبي عليه الصلاة والسلام في كثير من الأمور إلى المخالفة الصريحة الواضحة للأمم السابقة حتى يبقى لأمة الإسلام سمتها المتميز، وهذا السمت فيه تخفيف وتيسير، ورفع للحرج والمشقة، وتفضيل وتعظيم للأجر، وتقديم للمسلمين على غيرهم، وأيضاً له تبعات والتزامات ينبغي أن نحققها في أنفسنا اعتزازاً بهذا الدين وعملاً به، ودعوة إليه، وجهاداً في سبيل نصرته، وكثير من هذه الأوصاف في حقيقة الأمر قد غابت عن كثير من المسلمين، واتصف بها غيرهم، وإذا رأيت بعض المسلمين ربما لم تستطع تمييزهم؛ لأنهم أخذوا بصفات كثيرة مما جبل عليه اليهود والنصارى، وأهل الكفر والشرك، ومن ذمهم الله عز وجل وقبح أوصافهم وأفعالهم، فأصبح الأمر مختلطاً، فحتى يكون لنا تميزنا وفضيلتنا نحن أمة الإسلام ينبغي أن نحرص على هذا الأمر كله.