للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية استغلال شهر رمضان وترك الكسل والتخاذل]

لا شك أننا نعجب من حالنا وغفلتنا وتقصيرنا في موسم عظيم ونحن كسالى، وفي موسم فيه من تنوع الأجر والثواب وتنوع الأعمال ما فيه ونحن ما زلنا في كسل وتراخٍ، عجبت للجنة نام طالبها! وللنار نام هاربها! كيف نريد أن نبلغ الجنان، وأن نبلغ فردوسها الأعلى، وأن نتعرض لرحمة الله ونحن في الليل ساهرون في عبث، وفي النهار نائمون عن طاعة؟! أليس ذلك حال كثير منا أو بعض منا في مثل هذا الشهر من كل عام؟! وقد نسمع هذا الكلام في منتصف الشهر أو في ثلثه الأول أو نحو ذلك، لكن فرصتنا الكبيرة أننا نسمعه ونذكر به في أول يوم، ومع افتتاح أول أيام هذا الشهر الكريم والفريضة العظيمة، فهل من سبيل إلى تغيير حقيقي، وتدارك للتقصير والتفريط، في موسم لا يقبل مثل ذلك، ولا يتصور من عاقل وقوع ذلك؟ ولابد لنا أن نكون متواصين بالحق ومتواصين بالصبر في موسم الخير، ولابد لنا كذلك من مصارحة بل ومقارعة، فإن حالنا هذا متكرر في كل عام، والقول يُعاد، والمواعظ تتكرر، والأحاديث تُروى، والآيات تُتلى، والمحاريب يُتلى فيها القرآن، ومع ذلك نجد كثيراً من تلك السلبيات، وكثيراً من ذلك التقصير والتفريط، وكأنه لا أمل في التغيير، وكأنه لا سماع لهذا القول، ولا تغير له في العزائم، وذلك ما ينبغي أن نبرأ منه، فنحن مؤمنون ومسلمون، ونحن عقلاء وذوو ألباب، فكيف نصنع ما يصنع المفرطون والمقصرون، وما يصنع الحمقى والمغفلون؟! نبرأ إلى الله عز وجل من ذلك.

مرحباً برمضان منقذاً من الغفلة والنسيان، ومفعماً بالذكر وتلاوة القرآن، فكم نحن في حاجة إلى أن نروي ظمأ القلوب بذكر الله وتلاوة آياته، وكم نحن في حاجة إلى أن تخضر نفوسنا التي تصحرت من كثرة غفلتنا ولهونا وعبثنا، ولغو قولنا، وسوء فعلنا، وغرقنا في شهواتنا، فرمضان شهر ينتشلنا من هذه الغفلة، ويستنقذنا من ذلك النسيان، ويغمرنا بذكر الله عز وجل، ودعائه وتلاوة آياته، حتى تكاد ألسنتنا لا تفتر من ذكر حتى تبدأ في تلاوة، ولا تنتهي من تلاوة حتى تشرع في دعاء، ولا تنتهي من دعاء حتى تبدأ في قراءة كتاب علم أو نحو ذلك، فما أعظم هذه الذكرى!