[بعض الصيحات التي أظهرها أعداء الإسلام في تخوفهم من الإسلام]
الوقفة التي نقف عندها الآن: الصيحات القريبة العهد لهذا التخوف حتى نبدأ بنوع من التتبع أو الحصر اليسير لها.
هناك صيحات كثيرة تنبئ عن التخوف من هذا الإسلام في دياره وبين أبنائه، وجعله ليس فقط خطراً يتهدد الأوضاع القائمة في تلك الديار، ولا حتى الأعداء التقليديين أو الظاهرين لهذا الإسلام، بل تتوسع الدائرة أكثر من ذلك، ومن هذه النماذج: مقال لصحفية يهودية اسمها روس كرس تقول فيه: إن قادة الحركة الإسلامية يحاولون إقناع العرب بأنهم أسمى الشعوب على وجه البسيطة، وأن الإسلام هو خير الأديان جميعاً، وأفضل قانون تحيا عليه شعوب الأرض كلها.
ثم تتابع قائلة: والآن وقد أصبح قادة الحركة الإسلامية ينادون بالاستعداد للمعركة الفاصلة التي توجه ضد التدخل المادي للولايات المتحدة في شئون الشرق الأوسط، أصبحوا يطلبون من كل مسلم ألا يتعاون مع هيئة الأمم المتحدة، فقد حان الوقت لكي يعرف الشعب الأمريكي أي حركة خطرة هي هذه الحركة الإسلامية! وهذه وقفة مع تعليق لراديو إسرائيل في إحدى نشراته في أواخر السبعينات: يقول المعلق: إن عودة الروح الدينية للظهور من جديد في المنطقة يشكل تهديداً مباشراً لمستقبل إسرائيل، ومستقبل الحضارة الغربية بأسرها! وحينما يقف الإنسان وقفة بسيطة يرى كم هو التضخيم في نظرنا على أقل تقدير بين الظاهرة الموجودة وحجم ما هو مطروح لها، فبضعة أفراد من المسلمين يشكلون أقلية في مجتمعاتهم، ومحدودة إمكاناتهم، ومع هذا نجد أعداءنا يقولون: إنهم لا يشكلون خطراً فقط على دولة، ولا على قوى عظمى، بل إنهم يشكلون الخطر على العالم أجمع على اختلاف ملله ودياناته ومذاهبه ومبادئه.
أيضاً: نقلت إذاعة إسرائيل في (٥/ ١١/ ١٩٨٠م) عن رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز قوله: إن سياسة الولايات المتحدة في عهد ريغن تتسم باتخاذ إجراءات عنيفة ضد الجماعات المتطرفة في المنطقة.
فتصور كيف القوى العظمى في العالم تواجه هذه الجماعات أو التجمعات بإجراءات عنيفة، وهي مهما أوتيت من بعض الملكات أو الإمكانات لا تعدو شيئاً من الناحية المادية أمام القوى المواجهة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً ودولياً.
ونجد أن القضية ذات بعد تأصيلي، وليست ذات صورة هلامية، كما يظهر ذلك أيضاً في كلام لخبيرة سياسية أمريكية اسمها روبن رايت حيث تقول: إن على الغرب أن يدرك أن الإسلام أعجز الغرب كله على اختلاف حكوماته وقواته، وتقول: إن على الغرب أن يدرك أنه أعجز من أن يواجه هذه الصحوة مواجهة عسكرية، وأن من الأفضل أن يسالم الغرب الإسلام.
ويقول جميس بل أستاذ العلوم السياسية: إنه يتنبأ أنه خلال الأربعين سنة القادمة سوف يكون الإسلام الجماهيري قوة أديولوجية في العالم.
وهذا أيضاً يبين لنا أن القضية عندهم واسعة المدى بشكل كبير.
ويقول ألبير شبمور في كتابه حمراء غرناطة -والكلام ليس ببعيد، ولكنه ليس بقريب كثيراً-: هذا العربي الشجاع استطاع أن يغزو نصف العالم، وترك لنا في حمراء غرناطة آثار فخاره، إن هذا العربي الذي نام نوماً عميقاً مئات السنين قد استيقظ، وأخذ ينادي العالم هأنا لم أمت، ومن يدري قد يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الفرنج مهددة بالعرب المسلمين مرة ثانية في الوقت المناسب والزمن المناسب، سيحطمون الغرب عدوهم الأبدي.
وهؤلاء القوم نعرف أنهم إلى حد ما لا يتكلمون من فراغ.
ثم يقول: لست أدعي النبوة، ولكن الأبحاث تدل على ذلك، والأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة جداً.
إذاً: القضية مبنية على دراسة، ثم يؤكد على خطورة الأمر بالنسبة له ويقول: أبيدوا هذه الأشباح التي تنتظر البعث، أسكتوها إلى الأبد! فهو يرى أنه ليست هناك طريقة إلا الوأد الخفي قبل أن يولد المولود ويستهل صارخاً، ثم يغدو فتىً يافعاً، ومن بعد ذلك يمارس دوره في هذه الحياة.
فهذه صيحات تحذر من الإسلام بشكل عام ضد الحضارة الغربية كلها على اختلاف حكوماتها وقواتها.