ومن هذا الغثاء في سخافة الفكر هناك بعض المجلات متخصصة في الألعاب، يعني: تكون مجلة من أولها إلى آخرها كلها في الكلمات المتقاطعة وأسماء الفنانين والفنانات وبعض الأسئلة السخيفة وبعض القضايا التي يعجب منها الإنسان، وكلها تصب في بوتقة واحدة، وهي تهميش العقل والفكر عند الإنسان المسلم؛ بحيث يبقى دائراً في هذه السخافات وهذه التفاهات ولا تشغله عظائم الأمور، ولا يدرك أن له في الحياة مهمة ورسالة.
وحتى لا يُقال: إن الدعاة أو أن الملتزمين فقط يريدون كل القضايا تدور حول الدين؟ نقول: دعوا حتى هذه القضية، فما هو حجم المجلات العلمية مقارنة بهذه؟ ولا نقول: الإسلامية أو الدينية، بل المجلات العلمية؟ وما هو حجم الكتب الدراسية التي تخدم المناهج التعليمية؟ وما هو حجم المطبوعات التي فيها ما يقوي كثيراً من الجوانب النافعة، حتى لو قلنا: بعيداً عن الصورة الإسلامية البحتة؟ فهؤلاء الذين يدورون في فلك هذه المجلات لا يضعفون فقط في الجانب الإسلامي والإلتزام بل هم ضعفاء في جانب الشخصية، وفي جانب البنية البدنية نفسها، وفي الناحية التعليمية، وفي الناحية الانضباطية والسلوكية؛ حيث تجد أن كل هؤلاء الذين يتأثرون بمثل هذه يصبحون لا قيمة لهم، وأحدهم لا يحسن التفكير، ولا يحسن التدبير ولا اتخاذ الرأي ولا القيام بمهمة، بل هو شيء أشبه بالكم الزائد على هذه الحياة، كما عبر الرافعي بقوله: إن نلتزم شيئاً على هذه الحياة كنت أنت معنىً زائداً عليه.
يعني لا قيمة لك.
وأذكر بعض هذه المسميات لهذه المجلات: هناك مجلة اسمها (كل الألعاب)، هذه من أولها إلى آخرها في هذا، وأخرى اسمها (عالم التسلية)، وكيف توصل النقاط ببعضها؟! وكيف كذا؟! وقد يقول قائل: إن هذه لها دائرة معينة من الاهتمام، أو إن بعض الناس يهتمون بها.
و
الجواب
أن الدائرة المهتمة بمثل هذه للأسف كبيرة على مستوى المجتمع، وهذا يظهر في كثير من الوقائع والأشياء المنشورة فيها، والتي أيضاً يرد ذكر بعضها، حتى إنك تجد كثيراً من الكبار بل ممن يُسمون أصحاب وظائف وأصحاب عقول تجد أنه في وقت الفراغ يتفرغ لساعة أو لساعتين ليقضي فراغه في الكلمات المتقاطعة أو في الشبكة المتخالفة أو اكتشاف الصورة أو اكتشاف الأشياء التي ترد في مثل هذه المجلات!