للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[واجب كل مسلم تجاه هذه المجلات الهابطة]

الوقفة الثانية: الموقف العملي من هذه المجلات: من خلال الحكم الشرعي لابد أولاً من المقاطعة، وقد يقول بعض الناس: المقاطعة لا تجزئ، فأقول: المقاطعة هي أعظم سلاح، ولو أن هؤلاء أصدروا مجلات وما وجدوا من يشترونها ما صار مثل الذي صار، فمجلة (كل الناس) مثلاً بدأت بعدد من الأعداد بثمانين صفحة، ثم سبع وتسعين، ثم مائة وثلاث عشرة ثم مائة وثلاثين، ثم مائة وست وأربعين، ثم مائة وأربع وتسعين، ثم وصلت إلى مائة وسبع وتسعين، والعدد السنوي منها تبلغ صفحاته أحياناً إلى مائتين واثنتين وأربعين صفحة، وقيمتها عشرة ريالات أو خمسة عشر ريالاً في العدد السنوي، فالمقاطعة أمرها كبير ومهم.

ثانياً: لابد من بيان هذه الحقائق والأحكام الشرعية للناس وتبصيرهم بها؛ ليكون هذا التحذير نوعاً من الصورة العملية في درأ الشرور والمفاسد في مثل هذه المجلات.

ثالثاً: ألا يكون كثرة الفساد داعياً لعدم الإنكار عليها.

فإذا قيل: هناك مجلة فيها كذا وكذا قيل: في غيرها أكثر، لا بأس كل ما وقع عندك أو ما وقع تحت يدك أو ما أخبرت به ينبغي أن يكون لك صورة عملية فيه، اكتب إلى الجهة المسئولة في الإعلام بأن هذا يخالف الشرع، ويخالف نظام المطبوعات الذي يمنع نشر صور النساء، ويمنع نشر الكلام الفاحش، ويمنع منعاً قاطعاً نشر أي كلام يتعلق أو يمس بالدين مساساً مباشراً أو غير مباشر، اكتب لبعض المشايخ وأهل العلم أيضاً بما في هذه المجلات؛ لأن لهم كلمة مسموعة قد يستطيعون بها أن يؤثروا أو يمنعوا أو أن يخففوا من مثل هذا الأمر.

فإذاً: المقاطعة والتحذير وبيان المفاسد ثم الصورة العملية الإيجابية في الكتابة عن مثل هذه الأمور أمر ضروري جداً، والأمر كما أشرت، والموضوع الفتنة به عظيمة، والانتشار والرواج له كبير جداً، لدرجة أن سوق المبيعات التي تروج هذه المجلات تشكل أعداداً كبيرة جداً جداً، ويباع من هذه النسخ في بيئاتنا ومجتمعاتنا أعداد بعشرات الآلاف.

وإذا تأملنا صور المراسلات البريدية نجد تقريباً أن نسبة لا تقل عن (٢٥%) وقد تصل إلى (٤٠%) من داخل المملكة، وفيها صور وعناوين وكتابات ومراسلات لهذه المجلات من أبناء هذه البلاد الذين تأثروا بها، وهذا واقع وحاصل، والصورة العملية أيضاً لهذا التأثر واقعة، ونراها -للأسف- في كثير من الظواهر.

فهذه الظاهرة في الحقيقة وغيرها تحتاج إلى أن يتنبه الناس للخطر، وبعض الناس قد يقتنيها أو يسمح لأبنائه وبناته بمطالعتها؛ لأنه لا يرى فيها شيئاً، ولا يرى خطورة مضامينها.

فالله سبحانه وتعالى نسأل أن يقينا شرورها، وأن يوفقنا لمقاطعتها ومحاربتها وتحذير الناس منها والدعوة إلى نبذها ومنعها من الدخول إلى هذه البلاد، حتى يكون هذا -إن شاء الله- نوعاً من الجهاد، ونوعاً من الدعوة إلى الله.