[أداء صلاة الفجر سبب من أسباب رؤية الله عز وجل يوم القيامة]
وأعظم من تلك الغنيمة رؤية الله عز وجل، وهي الغنيمة الثامنة، ففي حديث النبي عليه الصلاة والسلام عند مسلم في تفسير قوله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦] قال: (الحسنى: الجنة.
والزيادة: النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى).
وفي حديث جرير رضي الله عنه قال:(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: إن إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا.
ثم قرأ: ((وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا)) [طه:١٣٠]) رواه أصحاب السنن الأربع.
وقوله:(إنكم سترون ربكم كما ترون القمر) التشبيه في صفة الرؤية لا في صفة المرئي.
أي: سترونه بوضوح كوضوح رؤيتكم للقمر في ليلة البدر.
وقوله:(لا تضامون في رؤيته) أي: ليس هناك زحام، وليس هناك صراع، بل ترون الله عز وجل رؤية عظيمة هي من أعظم الأجر، وهي كما قال الله عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} أي: الجنة {وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦]، وهي لذة النظر إلى وجه الله عز وجل.
وحث النبي عليه الصلاة والسلام على نيل هذه الغنيمة العظيمة بقوله:(فإن استطعتم على أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) والمقصود صلاة الفجر وصلاة العصر، وقرأ:{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}[طه:١٣٠].
قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح الحديث: ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة ورفع الأعمال وغير ذلك، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا، وهو النظر إلى الله تعالى.