للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرية الإرادة وقوة المواجهة]

ما الذي يضعف الناس إلا خوفهم؟ ما الذي يجعلهم يغيرون مواقفهم ويبدلون آراءهم، فيكونون مع هذا ثم يصيرون مع ذاك، وربما يخونون أمتهم، ويبيعون أهلهم، ويضحون ببلادهم، أي شيء ذلك؟ إنه لأمرين اثنين: الأول: خوفهم على الحياة.

الثاني: خوفهم على الرزق.

إذا هدد بحياته غير موقفه ومنهجه، ومتابعته وولاءه وبراءه، فما الذي يعصم من ذلك؟ ما الذي يؤمن الأمة لئلا تخترق من داخل صفوفها، ومن أن يكون من بين أبنائها من هو عدو لها وممالئ لعدوها؟ إنه الإيمان، وذلك لأن الإيمان حرية عظيمة، فهو يوحد الإنسان وقلبه واعتقاده وكل شيء في داخله في أمر واحد معلق بالله سبحانه وتعالى، إنه لا يخشى ولا يرجو ولا يذل ولا يسأل ولا يستعين إلا بالله كل أمره معلق بالله، والناس وقوى الدنيا كلها لا يلتفت إليها ولا يكترث بها، ولا تنال من عزمه ويقينه وتصميمه وإيمانه مطلقاً، وغيره على عكس ذلك.