والثالث: التوجيه، ونقصد به: توجيه الفكر، وصياغة النفس، حتى لا يكون شذوذ، ولا ارتكاس، ولا انتكاس، ولا غلو، ولا تطرف ولا تسيب، بل نوع من التوازن والاعتدال، وحسن النظر في الأمور، والأناة والتدبر فيها، والمنهجية الصحيحة التي تربط بكتاب الله، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تجذر الانتماء إلى الأمة، والتي تبين دور الفرد في المجتمع، والتي تعطي التوازن، والتي تعرف بطريقة التعامل، إنها قضية مهمة في صياغة الفكر والنفس، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يحرص على ذلك، وفي قصة النفر الثلاثة لما جاءوا وتقالَّوا عبادة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال:(ما بال أقوام يقولون: كذا وكذا، أما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وكما وجه النبي صلى الله عليه وسلم في مواقف مهمة، يوم قال الرجل لذاك الصحابي: يا ابن السوداء! وفي غير الصحيح أنه أبو ذر رضي الله عنه فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنك امرئ فيك جاهلية) إنه توجيه وتقويم لمنهج الإسلام في المساواة بين أهل الإيمان وأخوة الإسلام، كثيرة هي المواقف التوجيهية.