ويأتينا قول الله جل وعلا منبهاً ومحذراً ومبيناً المهاوي والمزالق التي تبدأ بسوء الظن:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات:١٢]، قف عند هذه المرحلة، لا تسمح للأوهام والشكوك أن تأتي إلى قلبك عن أخيك المسلم، فإذا لم تفعل قال جل وعلا:(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا} [الحجرات:١٢].
وإذا قادك الظن إلى أن تتجسس لتتحقق فاستمع لقول الله:{وَلا تَجَسَّسُوا}[الحجرات:١٢]، فإذا تجسست أو عرفت من غير ما تجسس فأردت أن تقول: فعل وفعل أو قال وقال، جاءك قول الله عز وجل: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات:١٢]، حتى لو كان الأمر حقاً: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).
أين منهج الإسلام؟ أين الآداب المحمدية النبوية من مجتمعاتنا التي ضعف فيها مثل هذا النهج الإيماني؟ الظن إن لم توقفه قادك إلى التجسس، فإن لم تقف عنده قادك إلى الغيبة، فإن لم تقف عنده فاستمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول كما في الصحيحين:(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً) فإن عاقبة ذلك هو التباغض والتدابر، وإذا أردتم أن تكونوا إخوة في الله عز وجل، متآلفين متحابين، فخذوا بهذا المنهج باتباع اليقين، واتركوا الظن والرجم بالغيب من غير بينة ولا حجة.
أسأل الله جل وعلا أن يعصمنا بالحق، وأن يجعلنا من أهل الإيمان واليقين، اللهم إنا نسألك أن تحسن ظنوننا بإخواننا المسلمين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.