آخر مشكلة من مشكلات المذاكرة: السرحان: قد لا يمل ولا يكسل ولكنه يحلق في شرق الأرض وغربها، ويجوب فجاج الأرض، والكتاب بين يديه يشكو من قلة النظر إليه! وهذا يقع كثيراً، وكثيراً ما ينطلق خيال الطلاب في مسألتين اثنتين: أولهما: الإجازة: يتخيل آخر يوم في الاختبارات، وماذا سيصنع؟ وكيف سيلقي بالكتب، ويبتعد عنها، وينام نوماً عميقاً؟ ثانيهما: يسرح في الشهادة، وكيف سيكون التقدير؟ وسينافس فلان، وسيأخذ الدرجة، وإن كان متخرجاً إلى أين سيذهب؟ وإن كان سيتخرج من الأول الثانوي هل سيذهب إلى القسم العلمي أم الأدبي؟ ويتوه في هذه الوديان، وهذه بلا شك قضية خطيرة.
ومما يعين على إبعادها: أولاً: القراءة بصوت مرتفع: الذي يقرأ في سره وبعينه يصيبه الكسل والملل والنوم، فأحياناً تحتاج إلى أن تقرأ بصوت مرتفع، والقراءة بصوت مرتفع فيها كثير من الفوائد، على أن تكون في غرفة منفردة، ولا ترفع الصوت كثيراً حتى لا يحصل لك بعض الأمور التي يخشى منها.
ثانياً: استشعر أهمية الوقت، فإنك إذا فاتك هذا الوقت ينبغي أن تتنبه إلى أن القضية ليس فيها إمهال.
ثالثاً: كن عملياً: هذه الخيالات والأوهام لن تتحقق إلا بالعمل، فلا تسرف وتبني كما يقول: تبني الرجاء على شفير هار ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار لا تطلب شيئاً لا تكون مستعداً له عملياً.
رابعاً: استعن بوسائل تزيل هذا السرحان، مثل: المذاكرة مع بعض الأصدقاء؛ فإنك تسألهم ويسألونك، أو اتصل بالهاتف لتسأل عن مسألة تجدد النشاط وتمنع أو تقطع حبل هذه الأفكار؛ لأنك إذا اتصلت بفلان ورأيته وقد انتهى من الفصل الذي لم تبدأ فيه عرفت أنك كنت في خيالات وأحلام وبحاجة إلى أن تعود إلى اليقظة.
ومن هذه الوسائل: استخدام أمور مذكرة واضحة، كأن يضع عنده لوحة يكتب فيها عناوين لبعض الفقرات حتى إذا سرح عن كتابه يرى أمامه أشياء كثيرة أخرى تعيده إلى الواقع الذي هو فيه.