لي أخ يصلي بعض الفروض، ويسمع الغناء، وينغمس في بعض المعاصي، فهل ابدأ أدعوه أم أبدأ بشباب الحارة، أم كيف الطريقة التي أدعوه بها.
مع العلم أنه أخي الأكبر؟
الجواب
المعصية لا تمنع من الدعوة، بل تجعلها آكد وأوجب، فإن المستقيم من الناس والملتزم منهم والمسابق إلى الخيرات حاجته إلى النصح والوعظ أقل، والعاصي هو الذي يحتاج إلى جهد أكبر وأعظم وإلى استعداد وتهيئة، فلابد أن نعلم أنه لابد أولاً أن يشعر الإنسان بخطورة ورداءة وضرر الأمر الذي يمارسه، ثم أيضاً أن نحل محل المنكرات الأشياء المعروفة والخيرة والصلاح؛ حتى لا يبقى هناك الفراغ الذي قد يجعل العاصي يعود مرة أخرى إلى تلك المنكرات.
وقد جاء مرة سائل ممن يسمعون الغناء يسأل عن حكم الغناء؟ فأجابه المسئول إجابة فيها بعض الحكمة؛ حيث قال له: هل أنت تقوم في أداء الفرائض والصلوات في الجماعات؟ وهل تؤدي دورك في تجاه أسرتك وأبيك وأمك، وهل تفعل كذا؟ وهل تفعل كذا؟ وهل تفعل كذا؟ ثم قال له: إذا انتهيت من هذا كله وبقي عندك وقت لسماع الغناء فسل عن حكمه، أي: أنك لابد أن توجه إلى وجهة نظر تلفت نظر السامع، وتجعله يشعر برداءة موقفه وممارسته، وأن المأمول منه والمرجو فيه غير ذلك، وأن هناك من الواجبات والأعمال ما ينتظر منه غير الذي هو فيه، حتى إذا قارن هذه المقارنة ربما يصيبه بعض الحياء والخجل من هذا الموقف.