بينما لو رأينا لوجدنا صوراً أخرى، أذكر منها اليسير في هذا المقام: كيف كانت معاملة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لأزواجه في الظروف والأمور الصعبة، وفي التحبب والتقرب؟ أهدي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من إحدى زوجاته طعام وهو عند عائشة في يومها، ففتحت عائشة الباب وإذا بالخادم يأتي بالطعام هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجة أخرى، ولنا أن نتصور كيف يكون الموقف! وبصورة تلقائية ضربت عائشة على يده، فسقط ذلك الصحن وانكسر وتناثر الطعام، ألا تهديه إلا في يومي؟ ألا تتقرب إليه إلا وهو عندي؟ وماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف؟ تبسم عليه الصلاة والسلام ولم يزد على أن قال:(غارت أمكم، غارت أمكم)، ولو أحد فعل زوجه مثل ذلك لأقام الغارة عليها، ولو رأينا صوراً أخرى لوجدنا الكثير.