قد أشرت في نقطة الصور العملية أن من صور التخوف من الإسلام التي مارسها هؤلاء عمل مؤتمرات ودراسات، وجمع المعلومات وتبادلها، والتضييق والتعطيل لمشروعات العمل الإسلامي، والتحذير والضغط على الحكومات الإسلامية، وربما تكون الإجابة: أن الأتباع موافقون، وربما متفوقون على من هم تابعون له، فالحكومات المتخوفة من الإسلام حقيقةً تخوفها أكثر ما يكون من اعتمادها على التوصيات والدراسات التي تأتيها من الغرب ومن الشرق، وهي أداة منفذة أكثر مما هو مطلوب في كثير من الأحيان، بمعنى: أنها تجمع بين شيئين: الشيء الأول: التخوف الفعلي من هذا الجانب.
الشيء الثاني: أنها تعرف أن هذا ارتباط مصير بالنسبة لها، ارتباط وجود أو عدم؛ فلذلك يعظم هذا التخوف في صورة عملية أكثر، والغربيون يخشون من الإسلام أن يملك مواطن أقدامهم، لكن هذا التخوف أظهر وأقرب من الدول أو الحكومات التي تعايش هذا العمل، وترى فيه أكبر خطر عليها في وجودها ومصالحها الشخصية، فضلاً عن أنه يخدم خطط وسياسات أسيادها، أو من يدورون في فلكهم من الشرق أو من الغرب، فالصورة واضحة في الداخل، ونحن ذكرنا الغرب وأوروبا وأمريكا وإسرائيل؛ لأنهم هم الذين يمثلون الصورة الكبرى وينقلونها، والاعتماد عليهم في ذلك كثير، حتى إن كثيراً من الدول العربية والإسلامية تعتمد على إسرائيل في بعض المعلومات والتفصيلات والتوصيات، والأمثلة كثيرة، وربما في بعض البلاد تكون أظهر من بعضها الآخر، والله أعلم.