للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية الحذر من الإرجافات والشائعات]

والأمر الرابع وهو المهم: الحذر من الإرجاف وترويج الشائعات، وكثرة تداول الرؤى والمنامات: إن ديننا لا يبنى على الرؤى والمنامات، وإسلامنا ليس فيه هذا التعلق ببعض الأخبار من الغيبيات، بل إسلامنا كما قال الله عز وجل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:١٠٥]، إسلامنا دين عمل ينبني على أدلة واضحة من كتاب الله وسنة رسول الله.

والشائعات تكثر، والمرجفون يزدادون في مثل هذه الفتن والمحن، فأخرسوا كل مرجف، واقطعوا دابر كل شائعة، واجعلوا الأمور توفر الأمن والأمان والثقة والتآلف والتآزر فيما بين الأمة.

ويعجب المرء من هذا الإرجاف الذي تمارسه بعض الصحف الذائعة الشائعة وهي تملأ الصفحات بصور الأسلحة وقدرتها المدمرة، ولا ترى إلا الإعلانات التي تقول: في يومين وفي ثلاثة، وحتى لو صح ذلك فما الفائدة في أن ننشره في الناس حتى يستسلموا، فلندعهم حتى يستبشروا، وحتى يترقبوا الفرج من عدو الإسلام والمسلمين، وينتظروا الأمن والرخاء والحرية والحقوق الإنسانية من هذا الذي سردنا بعض تاريخه قريباً غير بعيد! واستمعوا إلى هذه العناوين في بعض هذه الصحف ولا أريد أن أطيل عليكم: هذا عنوان يقول: (أول ضحايا الحرب العراقية توقف دوري كرة السلة في بلد معين؛ لأنه يوجد في هذه الفرق في تلك البلاد لاعبون أمريكيون اضطروا للسفر بناءً على نصائح سفارتهم)! هذه أول الضحايا، انظروا كيف نرى أو يرى إعلامنا، أو يذكر هذا في خضم هذه الأزمة القاتلة! ومسابقة ملكة الجمال في بلد عربي تتواصل، ودعاياتها تملأ الصحف، وفيها صور النساء وأسماؤهن، وفوق هذه الدعايات ترى أسماء الأسلحة، وترى عناوين الحرب، وذلك لا يقدمنا ولا يجعلنا نطمئن إلى أحوالنا، إذا كان هذا ما قد نميل إليه أو ما قد يروج بيننا.

نسأل الله السلامة، وأن يصرف الفتنة، وأن يعصم من المحنة.

اللهم إنا نسألك أن تنزل بأعداء الإسلام والمسلمين سخطك، وأن تحل بهم نقمتك، وأن تشد عليهم وطأتك.

اللهم فرق جموعهم، واقذف الرعب في قلوبهم، واجعل الخلف في صفوفهم، اللهم اجعل الدائرة عليهم، ورد كيدهم في نحرهم، واشغلهم في أنفسهم، واجعل بأسهم بينهم، اللهم إنهم قد طغوا في البلاد، اللهم إنهم قد طغوا في البلاد، اللهم إنهم قد أفسدوا في البلاد، اللهم فصب عليهم سوط عذاب، إنك يا ربنا لهم بالمرصاد.

اللهم يا قوي يا عزيز يا منتقم يا جبار؛ يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ اكشف البلاء عن الأمة، وارفع اللهم الغمة.

اللهم قد قلَّ المعين الناصر، وكثر العدو القاهر، وليس لها من دونك كاشفة، اللهم اكشف البلاء، وارفع العناء.

اللهم اللطف بإخواننا المسلمين فيما تجري به المقادير، اللهم اللطف بإخواننا المسلمين في أرض فلسطين وفي العراق وفي الشيشان وفي كل مكان يا رب العالمين.

اللهم إنهم ضعفاء فقوهم، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، اللهم إنهم مستضعفون فانصرهم، يا ذا الجلال والإكرام يا رب العالمين.

اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين سوءاً فاجعل دائرة السوء عليه، اللهم عليك بهم أجمعين، لا ترفع اللهم لهم راية، ولا تبلغهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم آية، اللهم أقر أعيينا بهزيمتهم، واشف صدورنا بذلهم، اللهم أذهب ريحهم، وأفشل خططهم، وأبطل كيدهم، واحبط مكرهم، واجعلهم اللهم عبرة للمعتبرين، يا قوي يا عزيز يا متين! اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، وعظيم سطوتك، وسلط عليهم جنداً من جندك يا رب العالمين! اللهم اجعلنا بكتابك مستمسكين، وبسنة نبيك صلى الله عليه وسلم معتصمين، ولآثار السلف الصالح مقتدين.

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، وألف اللهم بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واجعلنا سلماً لأوليائك، حرباً على أعدائك.

اللهم استخدمنا في نصرة دينك، وسخر جوارحنا لطاعتك، واجعلنا ساعين في نصر الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم وفقنا لطاعتك ومرضاتك، واصرف عنا الشرور والسيئات ما مضى منها وما هو آتٍ، واغفر اللهم لنا ما سلف منا وما هو آتٍ، وضاعف اللهم لنا الحسنات.

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم اصرف عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إن قضيت فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين يا رب العالمين.

اللهم اجعلنا من ورثة جنة النعيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم ثبت خطواتهم، وسدد رميتهم، وأعل رايتهم، ووحد كلمتهم، وقو شوكتهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

اللهم ألف بين قلوبهم، واقذف في قلوبهم الإيمان واليقين، وثبتهم في مواجهة المعتدين، برحمتك وعزتك يا رب العالمين! اللهم لطفك ورحمتك وعونك لعبادك المؤمنين المضطهدين والمعذبين، والمشردين والمبعدين، والأسرى والمسجونين، والجرحى والمرضى والمحاصرين في كل مكان يا رب العالمين.

اللهم امسح عبرتهم، وسكن لوعتهم، وفرج همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وقرب نصرهم، وادحر عدوهم، اللهم إنهم خائفون فأمنهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم مشردون فسكنهم، اللهم رحمتك بالصبية اليتامى، والنسوة الثكالى، والشيوخ الركع، والأطفال الرضع، يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين.

عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله؛ استجابة لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦] وترضوا على الصحابة الكرام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

والحمد لله رب العالمين.