الأمر الرابع هو: كثرة الدعاء من أول الشهر بكل خير من الأعمال الصالحة التي تريدها لنفسك، وتريد أن تحصل عليها وتأخذ بها وتلتزمها وتؤديها على أكمل وجه بإذن الله عز وجل.
ويقابل ذلك الدعاء لله عز وجل بأن يجنبك ويخلصك من كل ما تكرهه لنفسك، وما أنت مقر بأنه من صور القصور وألوان الضعف، فهذه فرصة من الفرص العظيمة؛ لأن هناك اختصاصاً في الصيام بالدعاء كما نعلم، فينبغي أن نحرص على ذلك.
فإذا بدأنا بهذه البداية القوية يوشك إذا جاءت النهايات أن يتضاعف فيها عملنا، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أن كانت البدايات ضعيفة فيوشك أن تكون النهايات كذلك.
نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد والهدى والرشاد، ونسأله عز وجل أن يقوي عزائمنا في طاعته، وأن ينهضنا إلى كل خير وبر وإحسان، وأن يشغلنا في هذا الشهر الكريم بكل أبواب البر والإحسان، وأن يصرف عنا كل أسباب الغفلة والنسيان؛ إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.