إن حديث المبادئ يطول ويطول، ونحن مرجعنا كتاب الله، قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهما غنية وكفاية، كما قال عز وجل:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:٣٨]، وقال:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل:٨٩]، وكما قال سلمان:(وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء، حتى إنه ما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ترك لنا منه خبراً).
وقد أسلفنا القول عن ثبات وحفظ القرآن الكريم وحفظ السنة في مجملها، وثبات ذلك في التطبيق العملي في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فما بالنا لا نرجع ولا نعتصم بذلك، ونلتفت إليه، ونجعله معولنا الأساسي؟! وندرك حينئذ به كل هذه الحقائق، ونكشف به كل تلك الدقائق، ونستطيع -بإذن الله عز وجل- مع الاعتقاد الإيماني واليقيني والالتجاء إلى الله عز وجل، أن يكون لنا حال أفضل ومواقف أظهر وأوضح وأثبت وأصح بإذن الله عز وجل.