وقفتنا الأولى في الوقفات الأخيرة: الحكم الشرعي في مثل هذه المجلات وما فيها من هذه المضامين والصور، وما أشرنا إليه من النقاط السالفة: ولعل فتوى الشيخ ابن عثيمين مشهورة ومنشورة، وقد تعرض فيها رحمه الله للفتن المتعلقة بالمجلات، وأنه ما كان يصدق ما يقال، فلما رأى بعضاً يسيراً رأى فيها في جملتها ورمتها ما هو جدير بأن تكون محرمة، وأن فيها من الفساد شيء كثير وعريض.
والفتوى مشهورة.
هنا فتوى ربما ليست بمتداولة كثيراً، وهي للشيخ عبد الله الجبرين: يقول السائل: ما حكم إصدار المجلات التي تحمل الصور النسائية الفاضحة والأفكار المخالفة للشرع والمقابلات مع الفنانات والمتبرجات تبرج الجاهلية المعاصرة؟ وما حكم توزيعها وبيعها في المحلات التجارية والمكتبات؟ وما حكم شرائها واقتنائها وإهدائها؟ وما حكم المال العائد من بيعها؟ وما حكم المشاركة في تحريرها وكتابة مقالاتها؟ وهل يمكن أن تعد مجلة (سيدتي) داخلة في حكم ما مضى من الأمثلة؟
الجواب
وردت السنة المتواترة في تحريم الصور مطلقاً، ولعن المصورين وأن كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً يعذب بها في جهنم، وأن المصورين أشد الناس عذاباً، وأنه يُكلف أن ينفخ فيها الروح، وأنهم يعذبون ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم.
ثم إن التحريم يتضاعف إذا كان هذا التصوير يسبب فتنة، كصور النساء العاريات، وصور الرجال أمام النساء، وإذا كان ذلك حراماً فإن الصحف والمجلات التي تنشر ذلك قد دعت إلى الفتنة والفساد والدعارة وما هو وسيلة إلى فعل الجرائم والمنكرات، فمن أصدر هذه المجلات بهذه الصفة أو باعها أو أهداها أو اشتراها أو اقتناها فقد شارك في الإثم؛ فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر وبائعها ومشتريها وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها.
وكذلك هذه المجلات؛ فإن مفسدتها على الأخلاق والعفاف والأديان أعظم من مفسدة الخمر أحياناً، سيما إذا اشتملت على الأفكار المنحرفة والإعلان عن الفنانات والمتبرجات تبرج الجاهلية، فنشرها على هذه الصفة وكتابة مقالاتها واستيرادها والترغيب فيها مشاركة في الفساد، وإشاعة الفاحشة، ونشر الرذيلة، ودعوة إلى الخلاعة والتفسق والانحلال من الأخلاق والحياء، ولاشك أن مجلة سيدتهم - هكذا بخط الشيخ- من أفسد المجلات وأرذلها، ففيها من الصور الفاضحة والدعوة إلى العهر والفواحش ما لا يخفى على ذي بصيرة.
فنصيحتي لمن أراد النجاة أن يبتعد عن هذه الصحف، ولا يشارك فيها أدنى مشاركة رجاء أن ينجو بنفسه ويستبرئ لعرضه ودينه، والله أعلم.
وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم.
وأقول: يشارك هذه المجلة فيما هي متخصصة فيه المجلات الأخرى، مثل (كل الناس)، و (زهرة الخليج)، و (المجالس)، فكل هذه مثلها في خبثها.