[قضية المسلمين واحدة في كل مكان، والدفاع عنها مسئولية الجميع]
إنه منطق القوة لا يجدي غيره، ولو أن أمم الإسلام حاربت بجيوشها، أو حاربت بمقاطعتها لهذه البلاد ومنعت البترول، ومنعت عن المناصرين الذين يؤيدون هؤلاء المدد وكل ألوان التعامل؛ لكان هناك شأن آخر، هذا إذا كان هذا في دول أوروبية، فكيف الحال إذا كان في الهند؟! قال الشاعر: غض المفاوض صوته فتكلم بلسان نار يا كتائب أو دم لم يسمع المحتل من خطبائنا فلتفهموا المحتل ما لم يفهم لا بد أن ندرك أن القضية حرب على الإسلام وإن اختلفت الصور وإن تعددت الأماكن، والصرخة ما تزال تدوي في الفضاء: واإسلاماه! لتبين الأمر للغافلين الذين يعيشون في وهم الشرعية الدولية، ويعيشون في وهم النظام الدولي الجديد ويعيشون في وهم تسامح الأديان، والإخاء الديني والنظرة الحضارية والنظرة الإنسانية: بني الإسلام هذي حرب كفر لها في كل ناحية لهيب يحركها اليهود مع النصارى فقولوا لي: متى يصحو اللبيب؟ أراكم تنظرون وأي جدوى بنظرتكم إذا غفت القلوب؟ ستطحنكم مؤامرة الأعادي إذا لم يفطن لها الرجل الأريب وليس هناك من ذنب إلا أن هؤلاء الذين يضطهدون في كل مكان مسلمون، كما قال الشاعر الآخر: لأنك مسلم سترى العذابا وسوف تواجه العجب العجابا لأنك مسلم ستموت غماً وهماً واضطهاداً واضطرابا ستسأل كل أهل الأرض عدلاً وتنتظر الجواب ولا جوابا يسوءك أن ترى الطاغوت يعلو ويحني المسلمون له الرقابا لأنك مسلم ستزور سجناً وتنهبك السياط به نهابا إذا قرعت به يمناك باباً سمعت الفحش يسرع والسبابا وسوف تعض من ألم بناناً وسوف تسف من جوع ترابا فإما أن تكون كما أرادوا وإما ينزلون بك العقابا هذه هي الحقيقة، وهذه هي الصورة والمؤامرة، وليس لها من دون الله كاشفة، وليس لها بعد الله إلا المؤمنون الغيورون، وليس لها بعد الله إلا المسلمون الصادقون، وليس لها بعد الله إلا أن تتحرك القلوب، وأن تلهج الألسن بالدعاء، وأن تمتد الأيدي بالعطاء، وأن يبادر كل قادر على ما يستطيع، وإن التقارير التي سأذكر بعضاً منها بعد الخطبة تبين لنا أن الأمر الذي يحتاجون إليه لا يكلفنا الكثير، بل هو يكلف أقل القليل مما نزهد فيه، بل مما نتخلى عنه في أمور تافهة، ولذلك ينبغي لنا أن نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب مخلصة وبدعوات حارة خالصة.
اللهم إنك العالم بالسرائر المطلع على الضمائر، اللهم قلَّ الناصر، واعتز الظالم، وأنت المطلع الحاكم، اللهم بك نعتز عليهم، وإليك نهرب من بين يديهم، حاكمناهم إليك، وتوكلنا في إنصافنا منهم عليك، ورفعنا ظلامتنا إلى حرمك، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا وبين أعدائنا بالحق وأنت خير الحاكمين.
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، إلى من تكلنا: إلى بعيد يتجهمنا، أم إلى عدو ملكته أمرنا؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي، ولكن عافيتك ورحمتك هي أوسع لنا، اللهم فارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين! وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.