[حماية الأعراض مسئولية الجميع]
إنني أوصي جميع إخواني المسلمين بتقوى الله؛ استجابة لأمر الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢]، وإن من أعظم التقوى كف الجوارح عما حرم الله، نظراً وسمعاً ولمساً وخلوة وغير ذلك مما هو معلوم لا يكاد أحد يجهل حكمه، بل كثيرون من الناس يعرفون دليله وحجته، وهنا صرخة مدوية لكل منا، فما منا إلا وهو زوج لامرأة، أو أب لبنت أو بنات، أو أخ لأخت أو أخوات، فقم بدورك حفظاً للعورات، ولكل ما نحتاج أن نحافظ عليه من الشرف والعرض، لا بالإكراه والإجبار، وإنما بالتربية الإيمانية، والتوعية الإسلامية، وذكر مساوئ مخالفة ما حرم الله، وذكر الشواهد والوقائع في مجتمعنا، فإنك إن التفت يميناً أو يساراً لم تعدم جاراً أو شخصاً تعرفه أو قريباً من الأقارب قد انزلقت قدمه فوصلت إلى الهاوية بسبب ترخص يسير في أول الأمر، ونحن نعلم ما هو معلوم في طبائع النفوس البشرية وتدرجها في أمور المحرمات، نظرة فابتسامة فسلام فكلام، ويأتي بعده ما بعده، وقد أصبحنا نشعر بذلك ونلمسه، فالله الله في أنفسنا وأعراضنا وأزواجنا وبناتنا وشبابنا وشاباتنا، فإن النار تزداد اشتعالاً، ويوشك أن لا يسلم منها أحد، سلمنا الله وإياك من كل سوء ومكروه.
اللهم! إنا نسألك أن تصرف عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن تصرف عنا المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم! إنا نسألك أن تطهر قلوبنا، وأن تزكي نفوسنا، وأن تغض عن المحرمات أبصارنا، وأن تصم عن الآثام أسماعنا، وأن تجعلنا من عبادك المؤمنين، وأن تكتبنا في جندك المجاهدين، وأن تجعلنا من ورثة جنة النعيم.
اللهم! إنا نسألك أن تمكن في الأمة لأهل الخير والرشاد، وأن تقمع أهل الزيغ والفساد، وأن تنشر رحمتك على العباد، وأن ترفع في الأمة علم الجهاد.
اللهم! إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
اللهم! تول أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم! احسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا -اللهم- من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم! استرنا ولا تفضحنا، اللهم! لا تفضحنا على رءوس الأشهاد، نسألك -اللهم- أن ترزقنا إيماناً كاملاً، ويقيناً صادقاً، وعلماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراًًًًًً، وطرفاً دامعاًًً، وتوبة قبل الموت، ومغفرة بعد الموت، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم! أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل طاعتك، ويذل فيها أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم! من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
اللهم! إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنا.
اللهم! عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، رد -اللهم- كيدهم في نحورهم، واشغلهم بأنفسهم، واجعل بأسهم بينهم، واجعل الدائرة عليهم، وأنزل -اللهم- بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.
اللهم! رحمتك ولطفك بعبادك المؤمنين المضطهدين والمعذبين والمشردين والمبعدين والأسرى والمسجونين والجرحى والمرضى في كل مكان يا رب العالمين، امسح -اللهم- عبرتهم، وسكن لوعتهم، وفرج همهم، ونفس كربهم، وعجل فرجهم، وقرب نصرهم، وادحر عدوهم، وزد إيمانهم، وعظم يقينهم، واجعل -اللهم- لنا ولهم من كل هم فرجاًَ، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل فتنة عصمة، ومن كل بلاء عافية يا سميع الدعاء.
اللهم! اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأصلح -اللهم- أئمتها وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم! احفظ بلاد الحرمين من كل سوء ومكروه، احفظ -اللهم- لها أمنها وأمانها، وسلمها وإسلامها، وسعة رزقها ورغد عيشها يا رب العالمين.
اللهم! انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين.
اللهم! صل وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.