[توجيه الشباب باتخاذ الأسلوب الشرعي عند تقويم الأخطاء]
السؤال
كثر من الشباب الملتزم عقد جلسات ليعرفوا الآخرين بعيوب المسلمين، فهم ينتقصونهم لأفعالهم وأعمالهم، ويشتغلون بالمهم عن الأكثر أهمية، ويكون هذا شغلهم الشاغل، ويعتقدون أن هذا من صميم دعوتهم، بل حالهم يدل على أن هذه هي دعوتهم ليس غيرها؛ لأنهم لم يشتغلوا بغيرها معها، مع علمهم بمخططات دول الغرب لتدمير الإسلام وأهله، فما هو توجيهكم لهؤلاء؟
الجواب
نقول:{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ}[البقرة:١٣٤] ولستَ مسئولاً إلا عما ترى من خطأ فتقومه بالأسلوب الشرعي من النصح وإنكار المنكر بأساليبه، أما غيبة الناس وجرحهم وانتقاصهم والثلب في أعراضهم والانتقاص من جهود العاملين المخلصين، فإن ذلك لا يفيد إلا أعداء الإسلام.
لكن الاختلاف السائغ المبني على اجتهاد صحيح أمر لا يفسد للود قضية، وقد اختلف من قبل صحابة النبي عليه الصلاة والسلام وائتلفت قلوبهم وعمرت المحبة فيما بينهم، وتلاحمت صفوفهم، بل اختلفوا في الحكم ووافق بعضهم بعضاً في الصورة العملية حتى لا تشق عصا المسلمين أو تفرق صفوفهم، فـ ابن مسعود كان يرى القصر في الحج وعثمان كان يرى الإتمام، فأتم فقال ابن مسعود:(رحم الله عثمان، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قصر وأبو بكر وعمر) ثم لما حانت الصلاة صلى خلف عثمان فأتم، قالوا له: أنكرت عليه ثم صليت معه؟ قال:(الخلاف شر) فما دام الأمر لا يستدعي مفاصلة والحكم جائزاً هنا وهناك، والأمر بين فاضل ومفضول أو راجح ومرجوح، أو لهذا دليل يمكن أن يسوغ العمل به فالأمر لا يقتضي مثل هذا الخلاف.