للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر هذه المقالات على اليهود]

أقف وقفات يسيرة مع بعض الأصداء التي نتجت عن مثل هذه الكلمات؛ لنرى كيف ينظر القوم إلى ذلك.

هذا مسئول من اليهود عليهم لعائن الله يقول مبتهجاً بما وقع: (إن هذا التصريح يعد إنجازاً حقيقاً، بل هو الإنجاز الأبرز؛ لأنه سيحول في المستقبل دون طرح قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى تخوم إسرائيل على أجندة المفاوضات).

ويقول كذلك عن تلك المستعمرات التي يسمونها مستوطنات: (عددنا قليل، والغالبية العظمى مستوطنات أقيمت بقرارات اتخذتها حكومات متعاقبة، يقولون: سيزيلون ما هو مخالف للقانون) أي قانون هذا؟ إنه القانون الذي يخبرنا أنه وقع بالأمس -تزامناً مع هذه اللقاءات- تهديم الجيش اليهودي الغاصب لثلاثة منازل فوق رءوس أصحابها، فيها واحد وثلاثون شخصاً من النساء والأطفال، لثلاثة من الأبطال تأسرهم وتعتقلهم القوة الغاصبة في فلسطين، في ذات الوقت تهدم البيوت، وتجرف الأراضي، وتخترق السياجات، وتنتهك حرمة وكرامة وأمن إخواننا، ثم لا نرى لذلك أثراً.

ويأتينا أيضاً صدى آخر يقول: (جاءت هذه التصريحات على قدر التوقعات بل فاقتها، عندما أشارت إلى إسرائيل كدولة يهودية).

ونحن لا ندقق في الكلمات مع أنها منتقاة مختارة موزونة مضبوطة لتؤدي معانيها في دولة دينية، ولا يسمح ولا يرغب أن يكون في بلد من بلاد الإسلام دولة إسلامية.

ليس هناك دولة دينية إسلامية ثم يقال: إن دولة دينية! هذا أمر.

الأمر الثاني: أن الذين يعيشون من غير اليهود في هذه الدولة ليس لهم موقع من الإعراب ولا مكان من الأرض، ولا حق في النظام.

الأمر الثالث: أن الذين شردوا وهجروا من أرضهم وديارهم من باب أولى ليس لهم مكان ولا موقع، ثم ماذا بعد ذلك؟ ما هو المطلوب في فهم أولئك الساسة بعد مثل هذه التصريحات؟! المطلوب الآن تنفيذ الفلسطينين للخطة الأمنية، والقيام بإجراءات صارمة ضد التنظيمات الإرهابية وفقاً للخطة الموضوعة.

ثم يصرح تصريحاً كنت أريد أن أجعله عنواناً لهذا الحديث على زعمهم، لكنه كاذب خاطئ ليس له واقع بإذن الله عز وجل، يقول: (إن هذا اللقاء ومراسمه -في نظره هو- مراسم دفن الانتفاضة) اهـ.

ونقول: سيخيبون ويخسرون؛ لأننا سمعنا من الأصداء ما يدل على ذلك، فالمعتقلون من الفلسطينيين في سجون اليهود المجرمين الذين يقال: (إننا نصنع ذلك لأجل حريتهم وإنقاذهم وإنهاء معاناة أسرهم)؛ أخرجوا بياناً استنكروا فيه ذلك الذل، ورفضوا فيه ذلك الخذلان، وأكدوا فيه أنهم ليسوا معنيين به، وليس موضع قبول عندهم مهما كان يتصل ببعض من حقوقهم كما يزعم الأفاكون؛ فكانت صفعة قوية، ورداً عملياً.

وأما الأبطال فقد قالوا كلمتهم: (ماضون في الدفاع عن حقوقنا، ثابتون على الدفاع عن كرامتنا، ولو تخلى عنا الناس أجمعون)، وهذه قضية مهمة.