الأمر الثامن: أن المرأة في منهج الإسلام درة مصونة.
فأحكام الشرع تدفعها إلى الصيانة والحفظ بحيث لا يوصل إليها، فهي كالدرة أو اللؤلؤة المخبوءة في الصدف في قاع البحر لا يصل إليها إلا من يبذل الجهد ويغوص ويبحث ثم يخرج هذه اللؤلؤة أو الجوهرة، فلا يخرجها إلا وقد سعى إليها وأخذها بحقها، ولذلك كان في تشريعات الإسلام الحجاب والستر وعدم الاختلاط بالرجال، كل ذلك يجعلها محفوظة وليست متاعاً رخيصاً يشترى ويباع كما هو حال المرأة في غير منهج الإسلام، وكما هو حال المرأة المستغربة في شرق الأرض وغربها ومن تبعها من بنات الإسلام، تجدها اليوم كأنها بضاعة تعرض، وإذا زاد العرض -كما يقولون- قل الطلب، وللأسف أنها تمتهن كرامتها ويعتدى عليها حساً ومعنى؛ لأنها خرجت عن دائرة هذا الإسلام.
فالله عز وجل قد قال:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور:٣٠] وقال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور:٣١] ومنع المرأة من أن تأتي من الأمور ما قد يكون سبباً في الاعتداء عليها، فقال جل وعلا:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب:٣٢] حتى في أدق الأمور، قال عز وجل:{وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}[النور:٣١] وجعل للمرأة أن لا تنكح إلا أن تطلب وأن تمهر، فجعلت على هذه الصورة المشرقة الوضيئة التي فيها حفظها وصيانتها وكمالها بإذن الله عز وجل.
ومن تصورات المرأة في ظلال الإسلام أن لها مزايا ممنوحة، فليست هي شيئاً عارضاً أو هامشياً في حياة المجتمع المسلم، بل لها كل الحقوق والمزايا الممنوحة، فلها حق التعليم، كما في الحديث المتفق عليه عند البخاري من حديث أبي بردة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) هذا حق لها، وكذلك ما توجه به النبي صلى الله عليه وسلم من وعظ النساء وتذكيرهن.