ينبغي لنا أن ننتبه إلى هذا الإعداد والقوة التي تؤمن المختارين لهذا الإسلام، فلها فوائد عديدة: أولها: أن أهل الإسلام والإيمان بحاجة إلى من يحمي بيضتهم من يذب عن أعراضهم من يمنع تدنيس مقدساتهم من يحفظ أرواحهم وأموالهم.
الأمر الثاني: إرهاب أعداء الله عز وجل.
الأمر الثالث: أنها إقعاد عن مواجهة دعوة الإسلام، فإذا عرف الناس قوة الإسلام تركوا له الطريق يمضي، وإذا به يغزو القلوب بالحق واليقين والبرهان، لا بالقوة والعنف كما يزعمون، وإذا بنا أيضاً نجعل القوة في آخر الأمر تحطيماً للقوى الباغية الظالمة الجائرة التي تصد عن دين الله، وتتسلط على خلق الله، وتظلم عباد الله.
وحق لأهل الإسلام أن يتولوا وأن يكونوا أهله، فذلك هو شأنهم، وذلك هو فرضهم وواجبهم، ولقد قالها ربعي بن عامر في كلماته التي تحفظونها يوم خاطب القوى العظمى في زمانه:(جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة).
واليوم نعرف أنه عالم القوة، فأي شيء يتحدث اليوم؟ هل هو العدل: كلا.
هل هو المنطق؟ كلا.
هل هو القوانين؟ كلا.
هل هي الإنسانية؟ كلا.
إن الناطق اليوم هو القوة، فلا قول ولا كلمة إلا لصاحب قوة.