[وقفة مع وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبل غزوة أحد]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.
أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فاتقوا الله في السر والعلن، واحرصوا على أداء الفرائض والسنن.
وإليكم وقفة موجهة إلينا بين يدي كل ملمة تحيط بنا؛ إنها كلمات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بين يدي غزوة أحد قبل أن تلتحم الصفوف، خذوا هذه الوصية التي رواها الواقدي في مغازيه، قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:(يا أيها الناس! أوصيكم بما أوصاني الله في كتابه من العمل بطاعته، والتناهي عن محارمه، ثم إنكم اليوم بمنزل أجر وذخر لمن ذكر الذي عليه، ثم وطن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط، فإن جهاد العدو شديد كربه، قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده.
إن الله مع من أطاعه، وإن الشيطان مع من عصاه، فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد، والتمسوا بذلك ما وعدكم الله، وعليكم بالذي أمركم به، فإني حريص على رشدكم.
إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف، وهو مما لا يحبه الله ولا يعطي عليه النصر ولا الظفر).
كلمات جامعة ينبغي أن تنزل من قلوبنا موقعها، قبل أن يكون في آذاننا مسمعها، كلمات يخبرنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم، كيف ينبغي أن يكون حالنا عندما يتكالب علينا أعدائنا؟.
يقول عليه الصلاة والسلام:(يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل، فلينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).
تلك الوصية الجامعة يخبرنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم بجماع الأمر، بالائتمار بما أمر الله والانتهاء عن محارمه، استقامة واستجابة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:٢٤].