مسائل ما بعد الاختبار أمر آخر، تجد الناس مترقبين للنتائج، فترى من يذهب من الصباح الباكر عند أبواب المطابع ينتظر الجريدة لينظر النتيجة.
أجبت أم لم تجب؟ قال: أجبت إن شاء الله إجابات جيدة، لكن لا يطمئن القلب حتى يرى النتيجة بأم عينه، ويبقى في هذه الفترة مترقباً، كل يوم ينتظر وهو على جمر من النار، فإذا خرجت النتيجة يسكن ويطمئن إذا فاز ونجح.
والله سبحانه وتعالى بين أيضاً أن المسألة أعظم من ذلك وأكبر، وأرهب، وأشد خوفاً وخطراً يوم القيامة، الناس في ذلك الصعيد، في يوم الحشر الأعظم، والعرق يبلغ من الناس إما إلى العقبين أو الركبتين أو الحقوين أو الكتفين، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، والشمس قد دنت من رءوس الخلائق حتى تكون منهم على قدر ميل، والرسل والأنبياء كلهم يقول: نفسي نفسي، وكل قد تبرأ من صاحبه، والناس ينتظرون النتائج، والله سبحانه وتعالى يقول:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}[آل عمران:١٨٥].
تصور هذا الترقب لهذه النتيجة العظمى، هذه النتيجة إذا وصلت إليها زحزحت، وزحزح يعني كأنه كان يوشك أن يقع في النار فزحزح عنها، هذا الذي زحزح فاز، فكيف بالذي نجا وكان سابقاً وفائزاً ومقدماً، وهذا الترقب يقول عنه الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ}[فصلت:٣٠]، وهذا الثبات والترقب ينبغي أن يكون له استعداد:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا}[الحجرات:١٥]، صحيح صدقوا في الإيمان، وأخلصوا في الطاعات، وواظبوا على الفرائض، ومع ذلك أعدوا العدة، ثم بعد ذلك أيضاً يترقبون النتائج.