للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهداف المقاطعة]

أهداف المقاطعة مهمة جداً منها: أولاً: التضييق على مراكز الفساد والقوى الأجنبية غير الإسلامية عندما نقاطع هذه الأمور التي ينتجونها، والأعمال التي يمارسونها، فلا تجد من يتفاعل معها، ولا تجد من يستقبلها؛ فيحصل الفشل، وتضيق مثل هذه الممارسات.

ثانياً: عندما تقاطع -مثلاً- المجلة الفاسدة في المقابل ستروج أو ستشجع المجلة الصالحة، ولذلك من أهداف هذه المقاطعة: الدفع والتشجيع للأعمال والمنجزات والمنتجات الإسلامية، فإذا قاطعت -على سبيل المثال- منتجات لليهود أو لدول كفرية أو لدول محاربة للمسلمين، فإنك في المقابل ستتعامل مع مقابل ذلك مما هو للمسلمين.

ثالثاً: الدفع لإيجاد البدائل، وهذا مهم جداً، فعندما نقول للناس: لا تسمعوا هذا، لا تنظروا إلى هذا، لا تتعاملوا مع هذا، سيقولون لك: وأين البديل؟ وحينئذ ستضطر أنت كمسلم أن تؤدي دوراً يسد هذا البديل؛ فإن هذا يعين على مثل هذا الأمر.

رابعاً: الإيحاءات النفسية المنفرة من المنكرات: الآن عندما يشتري الإنسان مجلة من هذه المجلات الخليعة، هل ترونه متضايقاً، أو يستحي، أو يخجل؟

الجواب

لا؛ لأن هذا الأمر انتشر وذاع، لكن لو كانت هناك مقاطعة؛ فكأن هذه المادة كالسم، ينبغي أن يحذر منه الإنسان، وإذا أخذه الإنسان يكون مستتراً به، وهذا معنى يتحقق عندما يشاع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتبقى دائرة المنكرات ضيقة، ولا يمكن أن يعلن بها أصحابها.

خامساً: تنمية روح الولاء للمسلمين والبراء من الكافرين: وهذه المقاطعة تقوي هذا الجانب المهم، وينبغي أن نعلم أننا لابد أن ننصر المسلمين بكل صورة بالقول والفعل والشراء منهم والتعامل معهم، كذلك أن نقاطع الكافرين وأن نبرأ منهم، ولا نتعامل معهم، ولا نشتري منهم قدر المستطاع، وهذا أمر وهدف مهم.

سادساً: رفع روح الجماعة والوحدة، فعلى سبيل المثال وإن كان هناك فرق: لما ندب النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة في أعقاب غزوة تبوك أن يقاطعوا المخلفين الثلاثة، كانت صورة من صور وحدة الأمة، حيث استجابت كلها، وكذلك عندما يدعى الناس إلى المقاطعة ينمي فيهم روح أنهم كلهم أصحاب هدف واحد، وأنهم أمة واحدة، وأن لهم أهدافاً تجمع بينهم، ويرفع هذا روح وحدتهم وكونهم أمة وجماعة مسلمة واحدة.

وأخيراً: إزالة الانبهار والإعجاب بالأجنبي، وأقصد بالأجنبي غير المسلم، دائماً عندنا هذه صناعة وهذه صناعة، والناس يتركون الصناعة المحلية ويختارون الصناعة الأجنبية.

لماذا؟ لأنها متقنة، ولأنها ولأنها وكثير من هذه الحقائق غير صحيحة، وعلى الأقل في الأمور المشاعة دعك من الأجهزة أو التقنيات المخصوصة في أمور معينة، فأنت ستشتري طعاماً أو جهازاً صغيراً أو كذا، فالموجود من الصناعة المحلية والإسلامية مثله إن لم يكن أفضل منه، لكن كما يقولون: (عندنا عقدة الأجنبي)، فإذا كانت الصناعة أمريكية فهي إذاً ممتازة، ومن غفلة بعض الناس أنه ينظر إذا كانت هذه بخمسة وهذه بعشرة، يأخذ التي بعشرة على أساس أن غلاء قيمتها دليل على جودتها، مع أن هذا ليس مطرداً دائماً، فهناك أشياء أخرى تتدخل في ذلك كاختلاف أسعار العملات ونحو هذا.