قد ذكرنا في الدرس الماضي خلاصة جيدة ونافعة في ذلك إن شاء الله، وأما الأخبار الأخيرة فهي أيضاً جيدة والحمد لله، ففي أخبار اليوم أن هناك هدوءاً نسبياً في القتال، وأن هناك قتالاً مستمراً في الشمال بين الصرب والكروات، نسأل الله عز وجل أن يزيده، وأن يمد في أمده ومداه؛ حتى يكون ذلك إبطالاً لقوتهم، وإفناءً لها فيما بينهم، وأما المسلمون فقد أعلن رئيسهم في الوقت الأخير: لسنا في وضع مضى أفضل منا في هذه الأوضاع، فنسأل الله عز وجل أن يعينهم، وأن يثبتهم، وأن ينصرهم، إضافة إلى أن الوقائع تكشف كل يوم مزيداً من تآمر المتآمرين.
وفي الأخبار الأخيرة: أن الدول الأوروبية تريد أن تعزل مبعوثها السابق؛ لأنه فشل في التوصل إلى اتفاق، وفي الحقيقة أنه كان عاملاً من عوامل الفتنة، وعاملاً من عوامل العداء والمصائب التي حلت بالمسلمين، وهذا يثبت فشلهم، ويثبت أن هذه الصور إنما هي نوع من تغطية العورة، فالإنسان إذا كشفت عورته، فإنه يريد أن يغطيها بأي شيء، ولكن في حقيقة الأمر قد بان الحق والنور لذي عينين، وعرف المسلمون حقيقة أعدائهم، والمسلمون من إخواننا هناك قد أدركوا طبيعة الصراع والمعركة، وتشبثوا بهويتهم، ووحدوا صفوفهم، وقووا أخوتهم، وعملوا على أن يظهروا في حياتهم التجاءهم إلى الله عز وجل، واستمساكهم بدينه سبحانه وتعالى، وهذه مبشرات يكون فيها الأمل والخير إن شاء الله.
نسأل الله عز وجل أن يثبتهم، وأن يعينهم، وأن يوفقهم، كما نسأله عز وجل أن يحقن دماء المسلمين في أفغانستان، وأن يبطل هذه الحرب الدائرة، وأن يحقق أسباب الوئام والقوة للإسلام والمسلمين، وأن يجعل الدائرة على الكافرين، وأن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.