[الصراع بين المسلمين وأعدائهم مستمر إلى قيام الساعة]
ليس هناك جولة واحدة ولا ميدان واحد إذا كُسرنا فيه أو هُزمنا فيه فقد انتهى الأمر، كما رأينا من أحوال بعض الناس وما في نفوسهم من إحباط ويأس، أو فيما لهم من انشغال وانصراف عن مهمات الأمور وعن الانشغال بأحوال المسلمين.
وما أحسن قول القائل في تعبيره عن استمرارية هذه المواجهات، وأنها ليست في مرحلة ولا في ميدان واحد: قطفوا الزهرة.
قالت: من ورائي برعم سوف يثور.
قطفوا البرعم.
قالت: غيره ينبني في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة.
قالت: إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى.
وغداً سوف يرى كل الورى: كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور.
تبرد الشمس ولا تبرد ثارات الزهور.
أي: أنه لابد من اليقين بمواصلة المواجهة بين الحق والباطل، وأنه لابد أن تكون النفوس مهيأة لذلك وعالمة به من خلال وضوح رؤيتها وفق نهجها واعتقادها.
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا.
فالريش قد يسقط من أجنحة النسور.
والعطش الطويل لا يخيفنا.
فالماء يبقى دائماً بباطن الصخور.
هزمت الجيوش إلا أنكم لم تهزموا الشعور.
قطعتم الأشجار من رءوسها وظلت الجذور.
فستظل الجذور إذا بقيت العقائد والمبادئ والتصورات، ومن هنا لابد لنا من إحياء هذه المعاني والتواصي بها.