للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التطبيق العملي لصلاة الفجر عند السلف الصالح رحمهم الله]

ننتقل إلى وقفة يسيرة للتطبيق العملي عند سلفنا الصالح وغنائم الأجر في صلاة الفجر.

فقد ورد في صحيح ابن خزيمة من رواية بعض الصحابة قال: (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن)؛ لأن ترك صلاة الفجر والعشاء من علامة المنافقين، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفجر والعشاء أنهما أثقل الصلاة على المنافقين، لذلك كان الصحابة يقولون: (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن) أي أنه ربما يكون من أهل النفاق، والعياذ بالله.

وأنقل هنا عبارة فيها ذكر لبعض مواقف ومقالات السلف مع نوع عتاب وتحذير مما عليه حال كثير من الناس في التراخي والتهاون في شأن الصلوات عموماً والفجر خصوصاً.

وهذا -وللأسف- لم يعد اليوم مخصوصاً بعامة الناس، بل بخاصتهم، بل بالصالحين منهم، فكثير من الشباب الصالحين يغلب عليهم أنهم يؤخرون الفجر عن وقتها، ولا يشهدونها في المساجد والجماعات، وهذا لا شك أنه من أعظم التقصير، فلعلي أورد هذه العبارة بما فيها من نقل عن السلف حتى نتنبه لما فيها، يقول قائلها: ولست أدري كيف يكون داعية –أي: إلى الله عز وجل- من يتخلف عن الصلوات في الجماعات، لاسيما في الفجر والعصر، مع ما ورد في أدائهما من عظيم الأجر، وما جاء في فواتهما من التحذير من الإثم والوزر، وقد ترخص كثيرون في ذلك، فلا يهمهم التذكير، ولا يعنيهم إدراك التكبير.

ولست أدري ما يقول هؤلاء إذا سمعوا مقالة إبراهيم بن زيد التيمي حين قال: (إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يدك منه).

والحقيقة أن الأمر في هذا يطول، والتفريط فيه من بعض الدعاة كثير وخطير، ونصوص الكتاب والسنة أشهر من أن تذكر.