هل يجوز للمسلم في زماننا هذا أن يهاجر إلى بلاد أهل الكتاب الذين اشتهر العدل بينهم أم أنه لا يجوز؟
الجواب
هذه أحوال تحتاج إلى تفصيل، فأين هو مقيم؟ هل هو في بلد يضطهد فيه في دينه، ولا يستطيع إقامة شعائر الله، ولا يستطيع أداء أركان الإسلام؟ إذا كان كذلك فقد تكون حينئذٍ هجرته إلى بلدٍ يأمن فيه على نفسه وماله وولده، ويأمن على إقامة شعائره وشرائع دينه أمراً جائزاً سائغاً، بل قد تكون في حق بعض الناس واجباً إذا كانت الإيذاءات قد تصل به إلى الفتنة في دينه، لكن المهم في الحقيقة ليس هو جواز هذه الهجرة أو عدم جوازها، بل الأكثر أهميةً هو كيف يكون حاله إذا ذهب إلى غير بلاد المسلمين؟ وهل يذوب فيها ويصبح مع القوم؟ وهل يبيع دينه ويداهن في دينه، أم يكون كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتين على الحق، داعين إليه، لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يعطون الدنية في دينهم؟ ومع ذلك فقد نجدهم يحسنون القول الحق والعدل والإنصاف فيما عليه أولئك القوم من خيرٍ أو من نفعٍ وفائدة، وقد يحسنون خطابهم بجوانب من الإسلام التي تؤثر فيهم وتقنعهم بعظمته، وبما فيه من الخير العظيم.