[دعوة إلى اليقظة وشكر نعمة الله]
فينبغي الترشيد والانتباه؛ ولذا ألخص قولي في دعوة صادقة لنا جميعاً أيها الإخوة: أن نحرص حرصاً أكيداً على طاعة الله، وأن نستثمر الأوقات التي أتاحها الله عز وجل لنا، لا لشيء إلا لذكره ولشكره سبحانه وتعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان:٦١ - ٦٢].
دعوة صادقة: أولاً: بترشيد الإنفاق والتبرع في سبيل الله؛ رشدوا في السفر والأفراح، وابذلوا في سبيل الله عز وجل.
ثانياً: المحافظة على الأوقات، والعمل بطاعة الله عز وجل: أكثروا من الذكر والتلاوة، وطلب العلم، واستغلال الوقت في هذه الفرصة المتاحة.
ثالثاً: ترك البطالة، والاشتغال بالأعمال.
رابعاً وأخيراً: تقوية الأواصر والتعاون على الخير: لم لا تكون الإجازة فرصة عظيمة لصلة الأرحام والتزاور، وتقوية الأواصر، وقيام المشاريع الخيرة بين أهل الحي والجيران؟ لم لا نستثمر هذه الأوقات في طاعة الله عز وجل؟ اللهم إنا نسألك أن توفقنا لما تحب وترضى، اللهم خذ بنواصينا إلى طريق الحق والسداد، وألهمنا الرشد والصواب، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً، اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا هداة مهديين يا رب العالمين.
اللهم استعملنا في طاعتك، وسخرنا في الجهاد في سبيلك، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك أن توفقنا للطاعات، وأن تصرف عنا الشرور والسيئات، وأن تغفر اللهم لنا ما مضى وما هو آت.
اللهم تولَّ أمرنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنبنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.
اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا.
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، ومن جندك المجاهدين، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل فتنة عصمة، ومن كل بلاء عافية، يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك إيماناً كاملاً، ويقيناً صادقاً، ورزقاً طيباً، وعلماً نافعا، ورزقاً واسعاً، وتوبة قبل الموت، ومغفرةً بعد الموت، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وارفع بفضلك كلمة الحق والدين، ونكس رايات الكفرة والملحدين، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه، يا سميع الدعاء.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولاتنا لهداك، واجعل عملهم في رضاك، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، اللهم اجعل دائرة السوء على الكافرين، اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، وخذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، اللهم استأصل شأفتهم، ودمر قوتهم، وفرق كلمتهم، يا قوي يا عزيز يا منتقم يا جبار.
اللهم رحمتك ولطفك بعبادك المضطهدين والمعذبين، اللهم رحمتك بالمشردين والمبعدين، اللهم رحمتك بالأسرى والمسجونين، اللهم رحمتك بالشيوخ الركع، والأطفال الرضع، اللهم رحمتك بالصبية اليتامى، والنسوة الثكالى، اللهم ارفع عنهم البلاء، اللهم وارزقهم الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، اللهم اجعل ما قضيت لهم زيادة في الإيمان واليقين، ولا تجعله فتنة لهم في الدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله استجابةً لأمر الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:٥٦]، وترضوا على الصحابة الكرام، وخصوا منهم بالذكر ذوي القدر العلي، والمقام الجلي؛ أبا بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين.