حتى قال الصحابة كما روي ذلك عن بعضهم في سنن أبي داود قال:(علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة) أي: حتى قضاء الحاجة.
علم أمته كل شيء، وكان عليه الصلاة والسلام لا يدع فرصة إلا ويعلمهم، ولا يدع فرصة إلا ويقول:(ليبلغ الشاهد الغائب) حتى جئنا إلى أيامنا هذه وإلى ما بعدها وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، نراه في يقظته ومنامه، وحله وترحاله، وسلمه وسفره، بل نحن نعرف عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من سيرته أكثر مما نعرفه عن أنفسنا، من يعرف منا عن صغره؟ من يعرف منا حاله في نومه أو يقظته؟ رصدت حياته صلى الله عليه وسلم، ورصد لنا وصفه، وكم شعرةً بيضاء في لحيته، كل ذلك في وصف دقيق بليغ حتى كأن كل شيء في حياته ولد في وضح النهار.