ثم الثالثة وما أدراك ما الثالثة! يصدق فيها أنها ثالثة الأثافي: وسائل الإعلام: هل ترون أنها تخرج لنا امرأة صالحة مصلحة، وزوجة راعية مؤدبة، وأماً مربية مسئولة؟! ما هي صورة المرأة في وسائل الإعلام؟ لا أقول أنا هذا وأنا قد أكون شيخاً أو داعية ولا تقولوه أنتم وأنتم ربما من أهل الخير والصلاح في جملتنا نسأل الله عز وجل أن نكون كذلك، لكن يقول هذا أهل الإعلام أنفسهم في دراساتهم؛ يقولون: إن الإعلام يقدم المرأة نموذجاً رجولياً، كأنما هي تريد أن تكون نسخة من الرجل ولكنها وللأسف مشوهة، تقدم المرأة وهي تمارس العنف، وهي تمارس أدوار الإغراء والفتنة والإلهاء، ما رأيناها في أكثر الأدوار وهي تؤدي دور التربية، وحسن التعليم، والتنشئة، والقيام بالواجبات المهمة والرسائل العظيمة في حياة الأمة.
هذه قضية مهمة! نرى الندوات، ونرى البرامج التلفزيونية، فما نرى إلا حديثاً عن التجميل والجمال، وما نرى في غالب الأحوال إلا حديثاً عن الطب والأمراض، وما نرى بعد ذلك إلا حديثاً عن الطبخ، كل قنوات التلفاز لا تخلو من برامج إعداد الأطعمة، قد تفتح هذه القناة وتنتقل إلى الثانية وترجع إلى الثالثة في الصباح فلا ترى إلا أواني الطبخ من هذه إلى تلك، ومن مطبخ إلى آخر، أين ما وراء ذلك مما هو أعظم أهمية؟! ونجد بعد ذلك الإعلام وهو يناقش حرية المرأة بمفاهيم غربية، وهو يناقش استقلالية المرأة بمفاهيم غير إسلامية، بل قد كتبت بعض الكاتبات من بلادنا تنقل عن امرأة غربية أنه لم تعد المرأة اليوم تحتاج إلى الرجل، ليس لأنها تعمل وتكسب، فهذا قد عفا زمانه، وقد تقرر في كثير من المجتمعات، بل تقول: إنها اليوم تستطيع أن تأخذ بموجب التقنيات الحديثة من البنوك التي تعرفون عنها، وتستطيع أن تنجب دون رجل، فإذاً تستطيع أن تعيش حياتها دون رجل، وتستطيع أن تكون منفصلة عن دنيا الرجل، ويكون ذلك كأنما هناك مجتمعان منفصلان وأمتان مختلفتان، رجال لا صلة لهم بنساء، ونساء لا صلة لهن برجال، وتذكر هذا ولا تقول إنها تدعو إليه، لكنها تقول: إن هذه القضايا ينبغي أن ننتبه لها والعالم من حولنا يتغير، فسبحان الله! إن تغير الناس من إيمان إلى كفر فهل يعني ذلك أن نتبعهم؟! وإن تحولوا من صلاح إلى فساد، ومن انضباط إلى انحلال كما هو حال كثير من أصقاع العالم اليوم، بل حتى أصقاع العالم الإسلامي، فهل نسير وراء القوم حيث ساروا، ونمضي إلى حتفنا كما رأينا حتفهم رأي العين بأعيننا؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) أي: فمن غيرهم، وهذا في وسائل الإعلام لا نرى اليوم إلا المرأة الممسوخة في فطرتها، التي تقدم كما يقولون ويزعمون ثقافة المرأة وعقلها وفكرها، فننظر ونريد أن نصدقهم فلا نرى شيئاً يصدق ذلك، لأنهم لا يعرضون لنا المرأة إلا بشعرها ونحرها ونهدها وغير ذلك مما تعلمونه وتسمعون عنه، وتشاهدونه.