[شبه المفسدين والمنحرفين حول الحجاب وغيره والرد عليهم]
مسألة خطيرة في بنائنا الاجتماعي، بل في معتقدنا الإيماني وفي التزامنا الإسلامي، تلك المتحدثة المنحرفة تقول: ما العيب في أن تكون العباءة ملاصقة للجسم؟ ثم تخاطبنا في مقالة وليست في مقابلة تلفزيونية بحديث خطير يمرر ويقر ويقرأ، ويجوس خلال الديار، تقول: في الآونة الراهنة تشتد حاجتنا إلى إجراءات سريعة وحلول فاعلة، تقلل من احتمال تفاقم الميل إلى العنف عند الأجيال الجديدة.
إنها تريد أن تقدم لنا علاجاً لمشكلة العنف والإرهاب التي ركب موجتها كل أحد في قلبه غيظ على الإسلام والدين والعفة والحشمة، وفي فكره خلل.
ثم تعطينا بعض هذه الخطوات اللازمة حيث تقول: لابد منها وبسرعة شديدة، منها -على سبيل المثال لا الحصر- ضبط مرجعيات الإفتاء.
ولست أدري هل تريد أن تكون إحدى المفتيات، وهي تخبرنا عما هو موجود وما هو غير موجود! ثم تقول: وتغيير الخطب الدينية التي تلقى هنا وهناك في عرض البلاد وطولها.
أي خطب هذه التي تغير؟! هل سنتكلم بلسان غير لساننا؟ هل سنقرأ في المنابر نصوصاً من التوراة بدلاً من القرآن؟! وهل سنذكر سيرة غير سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وأحاديثه؟! تريد تغيير الخطب الدينية في كل المساجد المؤسسة على التقوى في الحرمين الشريفين التي تنطق باسم المسلمين في كل مكان.
وتضيف قائلة: والبعد عن الاكتفاء بشجب التفجيرات واتخاذ الإجراءات الحاسمة.
وانظر إلى هذا القول: اتخاذ الإجراءات الحاسمة! وأقول: هل المراد اتخاذ الإجراءات الحاسمة تجاه المخدرات، وتجاه المسكرات، وتجاه العصابات، وتجاه الإجرام، أم تجاه أي تجمع ديني سواء كان لشباب أو على مستوى الندوات غير الرسمية التي تقيمها سيدات المجتمع في بيوتهن؟! تريد أن تقول: أيها النساء! لا تتحدثن في بيوتكن بآيات الله، ولا تقرأن أحاديث رسول الله، ولا تعظن أخواتكن؛ لأن ذلك فيه تغذية للإرهاب وزرع لبذور العنف! ثم تقول: إنها تريد الحسم ضد تجمعات النساء في بيوتهن.
وهذا من أعجب العجب، فكيف يسكت عنه؟! وكيف يمر دون حساب؟! وأحسب أن الأمر صار احتساباً تقدم فيه الدعارة في المحاكم؛ لأنه يتناولنا جميعاً بلا استثناء، ويتناول أخواتنا وزوجاتنا وبناتنا ونساء مجتمعنا وأحوالنا الطبعية، تلك هي بلاد الإسلام، الإسلام فيها في كل مكان وفي كل زمان وفي كل تجمع وفي كل بيت وفي كل مدرسة وفي كل جامعة، من أعجبه ذلك فليعجبه، ومن لم يعجبه فبلاد الدنيا كلها فيها من الفسق والعهر والفجور والكفر ما يكفيه ويكفي غيره من الآلاف.
فلماذا لا يريدون بلداً واحداً يبقى على طهارته وعفته وشرفه؟! لماذا يريدون أن يصلوا إلى معقل الإسلام وموئل الإيمان ومنبع الرسالة وبلاد الحرمين الشريفين؟! الأمر في هذا يطول والحديث فيه عظيم.
ثم تواصل أيضاً في قضية خطيرة، إنها ترى أن عندنا من الخطب والمحاضرات والمواعظ ما نحن في كفاية منه، فأوقفوه وأسكتوه ولا تزيدوا منه أبداً.
تقول: ليس الوقت بالملائم لتوعية أكثر في مجتمع متمسك بالإسلام وبتعاليم دينه؛ لأننا مسلمون متمسكون، فلماذا مرة أخرى تخطبون فينا؟ ولماذا تقولون المحاضرات؟ ولماذا تعدون برامج التوعية في المدارس والجامعات؟ وهذه المرأة تظهر متبرجة على الشاشات وتقول: يكفي فإن في مجتمعنا كفاية.
ثم ماذا تريد بدلاً عن ذلك؟ تقول: والتركيز عوضاً عن ذلك على إقامة مراكز للحوارات الدينية التي تتاح بها فرصة التحدث لكل الرؤى والمعتقدات.
فلنعقد في مساجدنا حواراً يكون المتحدث فيه يهودياً وإلى جواره نصراني وبينهما بوذي ليحدثونا عن أمورنا وعن شأننا، أليس هذا فحشاً من القول وشططاً؟ أليس حرياً بأن تكون هناك صرخات وغضبات عظيمة من معاشر الرجال قبل النساء؟!