فلننظر إلى هذا الحجاب لنرى فيه صورة مشرقة من صور الحرية، والمنافع والمصالح للمرأة المسلمة في ذاتها، ولبنات جنسها، ثم للمجتمع الإنساني المسلم كله.
فالحجاب تحرير للمرأة من الأمراض النفسية؛ لأن الدراسات أثبتت أن المرأة في أول سن البلوغ سواء في سن العاشرة أو في الثانية عشرة أو ما بعدها بقليل أو كثير، أعظم ما يشغل بالها، وأكثر ما تلتفت إليه هو منظرها، وجمالها، وحسنها؛ لأنها قد ركبت على طبيعة فيها حب التجمل والتزين، كما قال عز وجل:{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}[الزخرف:١٨]، هذه الفطرة تدفعها إلى أن تفكر وأن تتقي كل شيء يضر بهذا الجمال، أو بنظرة الناس إليها في جمالها وحسنها، وتخشى أعظم ما تخشاه ما قد يؤثر في هذا الجانب.
ونحن نعلم جميعاً أن هذه السن فيها كثير من التغيرات الجسمية التي قد يقع فيها بعض الصور من الحبوب التي في الوجه، أو التغيرات التي في الجلد، أو غير ذلك، فإذا كانت المرأة ليست محجبة، فإن هذا يشكل عبئاً كبيراً على نفسيتها، وكآبة عظيمة في تفكيرها، وقد أثبتت الدراسات في المجتمعات الغربية - وهذه دراسة على المجتمع الأمريكي- أن الفتاة في سن الثانية عشرة تصاب باكتئاب نفسي، وتكون عرضةً للأوهام والأمراض النفسية أكثر من الفتى؛ لهذا الجانب.
فالفتاة تنظر إلى مثيلاتها، فقد يكون من قدر الله عليها أنها ليست على نصيب من الجمال عظيم، أو أن الله عز وجل ابتلاها بعاهة في منظرها أو في هيئتها، أو أنها قد أتاها من التغيرات الجسمية ما يظهر على وجهها، أو غير ذلك من الأمور، فتبقى في حيرة واضطراب.
وهناك صورة من التنافس بين الفتيات في إبراز صور الجمال، ظناً -بطبيعة الفطرة- أن هذا أمر لابد منه، ولابد من التبارز والتنافس فيه، وهذا أمر حتمي في واقع المجتمعات التي لا تتخذ الحجاب؛ فإن الفتاة في هذا السن تجد نفسها ملزمة بذلك، فتصرف من وقتها وتفكيرها فيما تعالج به هذه التغيرات الجسدية ونحو ذلك.
أما المرأة المسلمة فحجابها يجعل الدميمة والجميلة وذات العاهة في وجهها وغيرها، والتي لم يعطها الله حظاً من جمال مثل غيرها، ولا فرق بينها وبين غيرها، فيعصمها من هذا الاضطراب النفسي، ويحذرها من هذه الحيرة والقلق النفسي الذي يقع به كثير من المشكلات للفتيات.