[صور من حياة المرأة الغربية]
أنتقل إلى ومضات أخرى ليست لنا، ولكنها لأولئك المفتونين والمأجورين الذين يتكلمون بلسان غيرهم، ويمررون مخططات غيرهم، ويأخذون ما يأخذون لأغراض لم تعد تخفى على كل صاحب عقل.
وفي صحيفة شهيرة أهدي لك هذه الإحصاءات لتهديها إلى أولئك المغرورين والمغرر بهم، فقد أجري استفتاء ودراسة على النساء في بريطانيا، ولا أحسب أحداً يمكن أن يتهم هذه الدولة بأنها منغلقة فكرياً، وأن نساءها معقدات، وأن رجالها على النساء متسلطون، لا أحد يتهمهم بذلك، ففي دراسة أجريت على ألف وخمسمائة امرأة، وظهرت النتائج أن (٦٨%) من الشابات البريطانيات لا يشعرن بالرضا عن الحياة التي يعشنها.
نقول لهؤلاء المغرورين والمفتونين: فهل تريدون أن نصل إلى ذلك بنسائنا وأخواتنا وبناتنا؟! المرأة المسلمة تقول: إنها مطمئنة مستقرة، يفيض بريق الفرح من عينيها عندما ترى أبناءها حولها، وتشع ابتسامة الرضا على ثغرها عندما تستقبل زوجها.
وهناك إحصاءات أخرى تقول: إن (٦٣%) من النساء في الغرب يردن تغيير ظروف حياتهن، (٦٧%) يشعرن بأنه ليس لهن أهمية تذكر في مقابل المشاهير.
وانظر إلى الإحصاءات العجيبة، فهناك ما هو أعجب، فواحدة من أصل عشر نساء في الغرب قالت: إنها لا تريد العمل بدوام كامل وترك أولادها في الحضانة.
و (٢٥%) يقلن: إنهن يرغبن في البقاء في المنزل للاهتمام بالأطفال.
ولو قالت امرأة من نسائنا اليوم ذلك لقيل لها: ما زلت متخلفة رجعية تريدين أن تحبسي نفسك في بيتك.
وهذه إحصائية في بلد غربي تقول: إن (٧٠%) من النساء يقلن: إنهن لا يردن العمل مثل جيل أمهاتهن.
و (١%) فقط منهن قلن: إن مسيرتهن المهنية ستبقى تتصدر أولوياتهن بعد إنجاب الأطفال.
وفي دراسة أخرى أيضاً في ذات البلد على الفتيات المراهقات في سن الخامسة عشرة على عينة قدرها ألفا فتاة، منهن (٣٥%) لا يشعرن بسعادة، فإن كانت في هذا السن لا تشعر بسعادة فما مصيرها؟! فبعد أعوام ستنتهك فيها عفتها، وتسلب حريتها، وتشتغل وتكد وتعمل، وتكون لقمة سائغة للذئاب البشرية من الرجال.
ثم تقول الإحصائية: إن (١٠%) منهن يقلن: إن الحياة لا تستحق مثل هذا المجهود، و (٥٠%) يقلن: إن الضغوط التي يواجهنها أكبر من قدرتهن على الاحتمال.
والثلثان يقلن: إن حياة آبائهن وأمهاتهن كانت أسهل بكثير في وجهة نظرهن، و (٣٧%) منهن لآباء وأمهات مطلقات منفصلات، أسر ضائعة مشتتة، و (٣٢%) يشعرن بحب كبير من آبائهن، وخذ الباقي من هذه النسبة، وهي (٦٨%) لا يشعرن بحب آبائهن لهن، و (٩٤%) يشعرن بضغوط لكي يظهرن بصورة جميلة، أي: لابد للفتاة الغربية أن تظهر فتنتها وجمالها، فهي تحتاج إلى أن تشتري الملابس وليس لديها المال، وتحتاج إلى أدوات الزينة وليس عندها، فهي تشعر بالضغط النفسي الرهيب، بينما فتاتنا تلقي على نفسها حجابها وجلبابها وتخرج إلى أي مكان ونفسها مستقرة، وليس عندها مثل هذه الحروب النفسية والضغوط النفسية التي ابتلي بها نساء الغرب وصرن يجأرن من مرها وحرها وقرها.
وهناك كلية عريقة في بريطانيا خاصة بالبنات جاءتها ضغوط؛ لأنها كلية خاصة بالبنات، فأصرت على أنها ستبقى كلية خاصة للبنات، ولها قرن من الزمان وهي تمنع الاختلاط في هذه الكلية.
واليوم يقال: إن هذا ضرب من التخلف والرجعية.
وأحد الأجهزة في الاتحاد الأوروبي قام بدراسة اجتماعية إحصائية ميدانية عام (١٩٩٩م) وتشمل هذه الدراسة ستاً وأربعين دولة، يبلغ إجمالي أعداد سكانها ثمانمائة وأحد عشر مليوناً من البشر، تقول هذه الإحصائية وهذه الدراسة: هناك انخفاض عدد الزواج في كل الأسر في هذه الدول إلا أربع دول شهدت ارتفاعاً طفيفاً من ست وأربعين دولة.
وتقول أيضاً: إن نصف النساء في سن الزواج لا يعقدن عقود زواج رسمية، بينما كان هذا العدد قبل ذلك (٩٠%)، وأما الولادات خارج الزواج ففي ازدياد مستمر، وترصد في بعض الدول بـ (٦٦%) من الولادات خارج نطاق الأسرة في أسكتلندا، و (٥٠%) في النرويج، و (٤٠%) في فرنسا، هل هذه قدوات نسعى إليها؟! هل هذه مجتمعات نريد أن ندخل في أتونها وحريقها ولهيبها؟! عجباً لأمر القوم، ولكنهم في كثير من أحوالهم مسيرون لا مخيرون.
وأقول أمراً أختم به في هذا المقام: إن هؤلاء حالهم كحال مثل ضربه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل رأيت النار إذا اشتعلت كيف تأتي إليها الفراش وتدخل فيها وتحترق؟ ذلكم هو الحال، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ضرب المثل من نفسه فقال -كما صح في حديثه-: (إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً، فجعل الفراش والهوام يقعن فيها، وجعل يذبهن عنها، فأنا آخذ بحجزكم من النار).
فيا أيها المسلمون! ذبوا عن نسائنا، وذبوا عن مجتمعاتنا، وذبوا عن ديننا، فلنحم أنفسنا من هذه النار المهلكة في الدنيا لننجوا من النار المحرقة والمهلكة في الآخرة.
أسأل الله عز وجل أن يحفظ علينا إيماننا وإسلامنا، وعفتنا وأخلاقنا، وشرف وحياء نسائنا.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.