إننا نحتاج -أيها الإخوة الأحبة- أن ندرك أن مفتاح التغيير هو في السنة الإلهية:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}[الرعد:١١].
ولقد قلت مراراً: إننا نحسن النقد وكشف المعايب في الآخرين، وفي الأحوال العامة ننقد الحكام والحكومات، ونفرض على العلماء والدعاة، ولكننا لا نصارح أنفسنا لننظر إلى عيوبنا، ونفتش قلوبنا، ونبحث عن علل أنفسنا وأدوائها، ولو فعلنا ذلك لكان لنا من البصيرة ما نكون به بإذن الله عز وجل أقدر على سياسة أنفسنا، وإقامتها على أمر الله، ويكون من وراء ذلك من الخير ما لا نستطيع أن نقدر قدره، ولا أن نعرف أثره، أمر عظيم خطير، صوره كثيرة، وعلاماته عديدة، لا تخفى على عين، ولا تكاد تغيب عن كل عقل.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا، وأن يحييها بالإيمان، وأن يجعل فيها نور اليقين به، ولذة الطاعة المفضية إلى مرضاته.
ونسأله عز وجل أن يعيذنا من الذنوب وآثارها.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.