عندما تحصل كل هذه الفعاليات والتأثيرات يحصل عند الناس نفاق، هذا إذا لم تنقلب عندهم الحقائق وأنكروها بقلوبهم، لكنهم كما نقول في تعبير عامي:(مع السيل يا شقرى)، فما دام هؤلاء يمدحون بالألسن والأقلام، وما دام هذا -كما يقال-: يؤكل به العيش ويسلم به الإنسان، إذاً فليكن هذا هو ميدان الكلمة شعراً ونثراً، نطقاً وكتابة، وهذا يجعل الناس يأنفون من الحق الصريح، يجفلون من الكلمة الصادقة، ولا تكون مقبولة فيما بينهم، ولا يعود أصحابها أصحاب مكانة وعزة، بل على العكس من ذلك، فمن يقول كلمة الحق اليوم يقولون له: أنت لا تعرف كيف تسير الحياة، لا تعرف كيف تورد الإبل، لا تعرف من أين تؤكل الكتف؛ لأن الحياة انطبعت بعد كل هذه الآثار بطابع النفاق الذي يظهر ما لا يبطن، والذي يوافق المسيرة وإن كانت خاطئة.