وأبواب الخير المشروعة كثيرة، فاغتنموا لكم ولأبنائكم هذه الفرص من الوقت المتاح: أولاً: في ميدان القرآن الكريم، فالمساجد تمتلئ بحلق التحفيظ، وكثير من الطلاب وأسرهم يقولون: ليس هناك وقت متاح في أوقات الدراسة، وإذا ذهبوا إلى المساجد فستضيع الأوقات عليهم عن الدراسة، وسيتأخرون فيها، فلنقبل منهم ذلك في أوقات الدراسة، فماذا يقولون بعد انتهاء الدراسة؟! وإضافة إلى ذلك فإن الأبواب مشرعة في أنماط مختلفة متعلقة بالقرآن، فهناك الدورات القرآنية التي تتيح الفرص لتعلم القراءة والتجويد والتلاوة، ولحفظ الجديد، ولمراجعة المحفوظ القديم، ونحو ذلك من الأمور الخيرة، إضافة إلى المسابقات والمنافسات القرآنية العظيمة.
ولو أننا أحسنا توجيه أبنائنا إليها ورغبناهم فيها لوجدنا تحقق موعود الله عز وجل في قوله:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر:١٧]، إنه يسير، وإنه محبوب، فلا ينبغي أن نقول: إنها إجازة فكيف نثقل عليهم بذلك؟ سبحان الله! هل في كتاب الله من ثقل على النفوس؟! وهل فيه من همٍّ أو غم على القلوب؟! أليس هو الذي تنشرح به الصدور؟ أليس هو الذي تطمئن به القلوب؟! أليس هو الذي تلتذ به الأسماع؟! أليس هو الذي تترطب به الألسنة؟! أليس هو الذي تعم به الخيرات والبركات؟! أليس هو الذي يبصر وينير العقول ويرشدها؟! أليس هو الذي يفتق الطاقات، ويجعل المقبل عليه ذكياً فطناً، فضلاً عن كونه زكياً نقياً طاهراً؟! فلماذا نحرم أبناءنا؟ ولماذا نقصر في حقهم ونفرط في توجيههم إلى الخير الذي لهم؟ ولا نقول: ليرتبطوا بالحلق أو بالقرآن ليلهم ونهارهم، فلا يكون عندهم فرصة لشيء من راحة، ولو قضوا ذلك في كتاب الله لما كان قليلاً.