للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[محاضن الدعوة]

الأمر الرابع: وهو محاضن الدعوة: أعني الدعوة للنساء، نحن نرى جهوداً كثيرةً تبذل للدعوة في المحاضرات والكتب وغير ذلك، لكن كثيراً منها والقسم الأوفى منها للرجال دون النساء، ما العناية بالمرأة في محاضن الدعوة؟ ثم ما الموضوعات التي تلقى وتعرض على المرأة؟ أكثر الموضوعات تحدثها عن الحجاب والاختلاط! والاختلاط والحجاب! والحجاب والاختلاط! نعم هذه مسائل مهمة، لكن لماذا نقتصر عليها؟ أين دور المرأة في التربية؟ أين توعيتها بالواقع المعاصر؟ أين تعريفها بما يحاك للمرأة عموماً والمرأة المسلمة خصوصاً في مؤتمرات الأمم المتحدة وما تدعو إليه من الفساد والانحلال وغير ذلك؟ أين هي مما نعلمها إياه في شأن الداعيات المسلمات؟ أين هي من تذكيرها بـ أم شريك الأسدية رضي الله عنها التي ذكر ابن حجر في ترجمتها أنها كانت تخالف رجال قريش إلى بيوتهم، يخرجون فيصدون عن الإسلام، ويؤذون محمداً صلى الله عليه وسلم ويواجهون المسلمين، ثم تخالفهم إلى بيوتهم فتدعو نساءهم حتى فشا الإسلام في بيوت قريش، فنذروا بها، أي: بدءوا يبحثون من الذي يجوس خلال الديار؟ من الذي غير أفكار النساء؟ فوجدوا أم شريك فأخذوها واعتقلوها إلى آخر ما هو معلوم من قصتها.

ولها في قصة أم سليم رضي الله عنها، وأم حرام بنت ملحان وغيرهن من النساء قدوة، لماذا لا نكثف جهود الدعوة النسائية؟ بل أين الداعيات من النساء ليتحدثن إلى بنات جنسهن؟ قلة قليلة! ولذلك ستأتي المنافسات الغير محمودة، وسيخاطب المرأة غير أهل العلم والصلاح والتقى، لأنها لم تعد تصغي إليهم إما لأن حديثهم إليها قليل وهو مصروف إلى الرجال، وإما أن حديثهم إليها مقصور على جانب أو جانبين قد عرفتهما وحفظتهما، وتريد غيرهما، وإما لأن طرائق هذه الدعوة وعرضها ليست مرغبة ولا مشجعة.

ومسألة مهمة في هذا الباب: أن يركز هذا الحديث كذلك في ميادين الأم المربية، ومؤسسات المرأة الاجتماعية، وهذه الجمعيات المختلفة للمرأة أين دورها في هذا؟ نعلم أن كثيراً من الجمعيات تقوم بدورات في الحاسب الآلي، وفي اللغة الإنجليزية، وفي الطبخ، وفي الخياطة، وكل ذلك لا اعتراض عليه، لكن أين حجم الدورات في التربية؟ في معرفة نفسية الأطفال؟ في معرفة علاج مشكلات الأطفال؟ في معرفة علاج القضايا التربوية؟ وجوانب التربية ووسائل التربية وغير ذلك ثقافة محصورة محدودة تعطينا ثماراً فجة في نساء وفتيات لا نجد أنهن نماذج جيدة ليكن زوجات صالحات، وأمهات مربيات، فهذه قضية مهمة، والحديث فيها يطول كثيراً.