ومن مزايا المسلم أنه دائماً عنده مبدأ المحاسبة لنفسه، ولذلك إذا وقع في المعصية عاد في أثناء محاسبته لنفسه فتذكرها وتذكر مغبتها وتذكر عقوبتها، فكان ذلك عوناً له على تركها والإقلاع منها، ولذلك يقول عامر بن عبد الله: رأيت نفراً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وصحبتهم، فحدثونا أن أحسن الناس إيماناً يوم القيامة أكثرهم محاسبة لنفسه، ولذلك كان جيل التابعين على هذا النسق، فقد كان الحسن البصري رحمة الله عليه يبكي في الليل حتى يبكي جيرانه ببكائه، فيأتي أحدهم إليه بالغداة ويقول له: لقد أبكيت الليلة أهلنا! فيقول له: إني قلت: يا حسن! لعل الله نظر إلى بعض هناتك فقال: اعمل ما شئت فلست أقبل منك شيئاً أبداً.